القائمة

أخبار

دياسبو #338: كوثر موافق ..مغربية تنشر ثقافة بلادها في أرض الإيفواريين

بعد مسار دراسي في فرنسا، استقر المقام بكوثر موافق في أبيدجان بالكوت ديفوار، فبعد مدة من العمل في مختبر"سيرفي" (servier) لصناعة الأدوية بالمغرب، قررت تخصيص جل وقتها للتعريف بثقافة وتقاليد المغرب في هذه الدولة الإفريقية.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

لم تدرك كوثر تعلقها الشديد بوطنها المغرب وثقافته، إلا بعد انتقالها للعيش بالكوت ديفوار، رغم أنها ليس المرة الأولى التي تغادر فيها المملكة، إذ سبق وعاشت في فرنسا من أجل متابعة تعليمها العالي، حيث حصلت بها على ماستر من جامعة كريرمون فيرون.

انتقالها إلى الكوت ديفوار، جاء في إطار عمل، فبعد تخرجها من جامعة فرنسا، قررت العودة إلى أرض الوطن، حيث التحقت بمختبر "سيرفي" (servier) متعدد الجنسيات لصناعة الأدوية الذي عملت به في البداية بالقسم التجاري وبعدها في قسم التسويق. وقالت كوثر خلال حديثها مع موقع يابلادي "آنذاك أتيحت إمكانية العمل مع فروع للمختبر في دول إفريقية انطلاقا من المغرب، من بينها الكوت ديفوار. وقتها كنت أحقق أفضل رقم معاملات مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى، وهو الوقت الذي تزامن بالكاد مع خروج الكوت ديفوار من حرب أهليه".

في ذلك الوقت، أصبحت الكوت ديفوار دولة مستقرة، وبدأ المختبر يفكر في فتح مكتب تمثيلي له في أبيدجان، وهو ما تم بالفعل في عام 2014 ليتم اختيار المغربية كوثر للسفر إلى أبيدجان رفقة مسؤولين آخرين لمدة أسبوع واحد فقط، وبعد ذلك تقدموا لي بطلب من أجل الانتقال إلى هناك بشكل دائم"

وهو العرض الذي قبلت به كوثر على الفور، لكن رئيسها في العمل طلب منها التفكير في الموضوع أكثر، لأنه يعلم أن "الانتقال إلى أبيدجان ليس قرارا سهلا". وقالت "عدت إلى المغرب وأخبرت والدي، بذلك وحظيت بتشجيعه". وبالفعل انتقلت إلى هناك في أواخر 2014، واشتغلت منسقة إدارية للشبكة الفرانكوفونية لمختبر سيرفي.

"الكوت ديفوار دولة غنية، ولكن من ناحية التطور والطرقات والإدارة لازالت متخلفة مقارنة بالمغرب. أبيدجان كانت مدينة محدودة جدا، لذلك في أوقات فراغي كنت أعمل على التعريف بالثقافة المغربية في هذا البلد الإفريقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصادف ذلك مع زيارة للملك محمد السادس للكوت ديفوار".

كوثر موفق

وتلقت كوثر دعوة من طرف السفارة المغربية، للانضمام إلى الأشخاص الذين سيستقبلون الملك في المطار، ومن أجل التعبير عن حبها لوطنها أمام عاهل البلاد، قالت "طلبت من أمي في المغرب، أن تخيط لي قفطانا بمواصفات خاصة، أخبرتها أنني أريده أن يكون مزينا بشعار المغرب المكون من أسدين وآية قرآنية، ووصلني في ظرف أسبوع، واستقبلت به جلالة الملك، وكنت حريصة على إظهار رمز المملكة في القفطان، لذلك كنت أحمل الجهة التي كتب عليها "إن ينصركم الله فلا غالب لكم بيدي، وهو ما جعل الملك يضحك".

وبدأت مشاريع المغرب في الكوت ديفوار تتزايد شيئا فشيئا، وكانت في كل مرة تعد أطباقا مغربية مثل الكسكس وتحمله إلى مكان تشييد هذه المشاريع من بينها مسجد الملك محمد السادس الذي افتتح مؤخرا، كما كانت تحرص أيضا على المشاركة في كل التظاهرات المغربية.

وفي 2017 كانت الزيارة الثانية للملك محمد السادس، وبدأت تفكر في طريقة مميزة هذه المرة أيضا لاستقبال الملك، وفكرت في قفطان مغربي مزين بخريطة المغرب الكاملة، وقالت "أثناء الاستقبال أبعدني الحارس الشخصي، غير أن الملك أصر على المناداة علي وأخذت صورة بجانبه، وقلت له إن هذه الخريطة رسالة للحضور بخصوص مغربية الصحراء، وقال لي "الله يرضي عليك"، وأضاف "أنتم خير سفراء للمغرب".

وبقيت تعمل مع مختبر الأدوية، إلى حدود 2016، في هذه السنة تزوجت بمواطن إيفواري، آنذاك "قررت أن أنشئ شركتي الخاصة، وأطلقت عليها اسم "العلاقات جنوب جنوب"، والتي كانت تهذف من خلالها إلى نشر الثقافة المغربية في الكوت ديفوار، وأيضا نشر الثقافة الإيفوارية في المغرب.

لكن رغم نجاحاتها، إلا أنها قررت خلال عامي 2017 و2019، الابتعاد والتركيز أكثر على حياتها الزوجية، وتربية أطفالها، لتقرر قبل كأس العالم 2022 العودة إلى الساحة مجددا، وقالت "كنت أتلقى مكالمات من السفارة للحضور ومشاهدة مباريات المنتخب، وكنت أسهر على إعداد كل ما يتعلق بهذا التجمع من الديكور والأكل، في البداية بشكل تطوعي".

ومع مرور الوقت بدأت هذه الحفلات والتجمعات تكبر وتتطلب أموالا أكبر، ولذلك قررت إنشاء شركة "La Maison du Maroc" التي تشارك في كل حفل أو مؤتمر يهم المغرب.

وبعد كأس العالم، نظمت الأيام الثقافية العربية في الكوت ديفوار، وقالت "تكفلت بجناح المغرب في المعرض الذي دام مدة خمسة أيام، وكنت كل يوم أعرف بمدينة مغربية معينة من خلال الأكل واللباس والثقافة، وفي النهاية المغرب فاز بأحسن جناح، متفوقا على دول عربية غنية كالسعودية والإمارات وقطر".

وفي شهر يونيو بدأت الكوت ديفوار تسير على خطى المغرب، فيما يخص شواطئ نظيفة، وأطلقوا على هذه الحملة أيضا اسم "بونظيف" وقالت "كنا نقوم بتنظيف الشواطئ". بعدها نظم حفل كبير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، شارك فيه حوالي 500 شخصا، "وأنا تكفلت بقاعة الشخصيات الخاصة، وأعددت كل ما يتعلق بالحلويات والأكل المغربي...".

في المغرب عشت متنقلة بين العديد من المدن لأن أبي كان يعمل في الدرك الملكي، ونظرا لكون أمي من فاس يمكنني القول إن عاداتي فاسية، كما أن الطبخ تعلمته من والدتي. الطبخ في البداية لم يكن يستهويني، لكن أصبحت أحبه، حبا في المغرب.

كوثر موفق

وأصبحت "دار المغرب" الشركة الأولى التي تمثل المغرب في الحفلات والمؤتمرات في الكوديفوار، وبات لها وزن ثقيل، وبدأت كوثر تحرص أكثر، على المحافظة على هذه المكانة، "من خلال الإتقان والنخوة والهمة وكل ما تربينا عليه في بلادنا" على حد قولها.

وخلال منافسات كأس إفريقيا 2023، التي نظمت في الكوت ديفوار، حظيت كوثر بشعبية أكبر في صفوف المغاربة الذي سافروا إلى هناك من أجل حضور مباريات أسود الأطلس، وقالت "كنت أستقبل المشجعين المغاربة في منزلي الذي يحمل الطابع المغربي بامتياز، لأن المغاربة معروفون بالكرم، وأنا هنا أمثل الثقافة والعادات والتقاليد المغاربة". بالإضافة إلى تنظيمها أكبر مائدة إفطار للمغاربة لحوالي 500 شخص، لكي يشهد الجميع على "التحامنا وتضامننا كمغاربة".

آخر تحديث للمقال : 19/05/2024 على 11h03

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال