القائمة

أخبار

هولندا: وفاة محمد الرباع المدافع الشرس عن الأقليات وأول مغربي ينال عضوية البرلمان الهولندي

توفي المغربي الهولندي محمد الرباع عن عمر ناهز 81 عاما. والرباع أول مغربي يتمكن من نيل مقعد برلماني في هولندا، بألوان حزب اليسار الأخضر، اشتهر بدفاعه عن حقوق الأجانب لسنوات عديدة، كما قاد حملات ضد العنصرية والتمييز.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

أعلن المجلس الوطني للمغاربة في هولندا، يوم الثلاثاء، وفاة مؤسسه الهولندي المغربي محمد الرباع. وهو سياسي وعضو سابق في حزب اليسار الأخضر، وناشط في الدفاع عن حقوق الأجانب، وكان أول مغربي يصبح نائبًا في البرلمان الهولندي.

ولد الرباع في 8 مارس 1941 في برشيد، ولعب لفريق الاتحاد الراضي، ثم اشتهر بعد ذلك بكونه ناشطا سياسيا يساريا، وتشير بعض المصادر إلى أنه فر سنة 1966 إلى هولندا، بعد خشيته من الاعتقال بسبب مواقفه المناهضة لنظام الحسن الثاني، فيما تشير مصادر أخرى إلى أنه غادر المملكة، بعد أن "استدعى للخدمة العسكرية ".

درس محمد الرباع الاقتصاد في هولندا بأمستردام، بعد أن عمل في مصنع تعليب ثم كبائع في سلسلة متاجر فروم ودريسمان (V&D) الهولندية. وفي أوائل الثمانينيات، ونتيجة دفاعه عن حقوق الأجانب في هولندا تم تعيينه مديرًا لمؤسسة الأجانب (Stichting Buitenlanders) في برابانت. وفي عام 1983، أصبح مدير المركز الهولندي للأجانب (NCB)، وهو المنصب الذي سمح له بأن يصبح "ناطقًا رسميًا مهمًا باسم الأقليات".

مدافع عن الأجانب في البرلمان الهولندي

وانضم الراحل إلى حزب اليسار الأخضر، ليصبح أول مغربي ينحج في نيل عضوية مجلس النواب الهولندي، وبقي في هذا المنصب من 1994 إلى 2002. وخلال هذه الفترة عرف بنشاطه الكبير في لجنة التحقيق حول الأساليب غير القانونية التي تقوم بها الشرطة الهولندية.

دفاعه عن الأجانب والمسلمين في هولندا، جعله يدخل في خلافات مع الجناح الليبرالي داخل الحزب، وفي سنة 1994، أكد في مقابلة إعلامية أنه يتفهم غضب المسلمين من كتاب "آيات شيطانية" للروائي البريطاني الهندي سلمان رشدي.

وبعد مغادرته للبرلمان (2002) عين محمد الرباع في منصب "محافظ قانوني" ببلدية لايدن، إلا أنه قرر الاستقالة بعد ذلك، وواصل نشاطه السياسي منخرطا في القضايا التي تهم الجالية المغربية والإسلامية في هولندا مما أثار حفيظة القيادة السياسية داخل حزب اليسار الأخضر مرة أخرى، وخاصة حينما ظهر كشخصية محورية في جر السياسي الهولندي المثير للجدل خيرت فيلدرز للمحاكمة متهما إياه بالميز العنصري تجاه المسلمين.

ونتيجة لذلك قدم محمد استقالته من الحزب، وواصل نشاطه السياسي عن طريق الندوات واللقاءات الصحفية. وبعد انطلاق الحراك السياسي الشبابي في المنطقة العربية، عبر عن مساندته لحركة 20 فبراير متبنيا مطالبها ونسق مع شبابها في تنسيقية هولندا.

وفي سنة 2014، اختفى محمد الرباع فجأة من الحياة العامة في هولندا، إثر إصابته بنزيف دماغي حرمه من المشي والقراءة والكتابة. وأشارت بعض المصادر في عام 2020 إلى أنه عاش في دار للمسنين في بلدة بوسوم.

ونعاه الكثير من السياسيين الهولنديين، وغرد الرئيس الحالي لحزب اليسار الأخضر جيسي كلافر، على حسابه في تويتر قائلا "بوفاة محمد ربعي، تفقد هولندا أيقونة في النصال والسياسة"، ووصفه بأنه "مناضل دؤوب ضد العنصرية ومن أجل المساواة. والأمر متروك لنا جميعا لمواصلة كفاحه من أجل العدالة "، فيما أعرب رئيس بلدية أرنهيم أحمد مرقش عن أسفه لـ "رحيل رائد عظيم".

من جهته ، وصفه فريد أزركان بأنه "شخص اجتماعي قوي يمارس السياسة بظهر مستقيم. لقد حارب العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب. شكرا لك على معركتك وإلهامك"، وأعرب عن أسفه لهذه "الخسارة الفادحة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال