القائمة

أخبار  

الاعلام الجزائري يكتشف حقيقة منظمة OMSAC المتخصصة في مهاجمة المغرب

كانت وسائل الإعلام الجزائرية بما فيها وكالة الأنباء الرسمية، تجد ضالتها في مراد مزار، لإضفاء الطابع الدولي على الاتهامات الجزائرية للمغرب، والترويج لمواقف الجزائر، من خلال نشر بلاغات لمنظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد "الدولية" التي يرأسها، لكنه بات اليوم محط سخرية من قبل وسائل الإعلام ذاتها، بسبب ملف إقصاء الجزائر من كأس العالم.

 
نشر
مراد مزار
مدة القراءة: 4'

دأبت وسائل الإعلام الجزائرية الخاصة والعامة، المرئية والمكتوبة، على منح الجزائري مراد مزار الكلمة للترويج لمواقف الجزائر، بصفته رئيسا لـ"منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد" والتي تدعي أنها تتخذ من سويسرا مقراً لها، وأنها تجمع بين "عدة منظمات وجمعيات وطنية ودولية"، وتضم خبراء من كبريات الدول، ولها صيت عالمي. 

وسبق لنا في موقع يابلادي، أن أكدنا بالدلائل أنه لا وجود لهذه المنظمة على أرض الواقع، وأنها ذكرها يقتصر على وسائل الإعلام الجزائرية، التي تحاول من خلالها خلق حجج لمهاجمة المغرب، واستغلال مشاعر الجزائريين ومنحهم أملا زائفا بالتأهل لمونديال قطر 2022، بعدما انهزموا على أرضية الميدان أمام المنتخب الكاميروني.

إثارة للمشاعر وأمل زائف وأكاذيب!

قبل رد الفيفا على الجزائر بخصوص الشكوى التي تقدمت بها ضد حكم مواجهة المنتخب الجزائري والمنتخب الكاميروني، استضافت قناة البلاد الجزائرية مراد مزار، بصفته رئيسا لمنظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد "العالمية المعروفة"، وتحدث عن تقديم خبراء منظمته ملفا ثقيلا للفيفا حول المباراة "سيزعزع العالم".

وبنبرة الواثق من أقواله، دعا الجزائريين إلى قضاء العيد بهدوء، وتناول "المقروط"، ووعدهم بأن "حق الجزائر لن يضيع".

ومن أجل طمأمة الجزائريين الذين لم يهضموا إقصاء منتخب بلادهم من نهائيات كأس العالم، مضى في تصريحاته قائلا، إنه هو الذي يقف وراء إبعاد عيسى حياتو من رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأنه هو من كشف فساد رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم جوزيف بلاتير وأزاحه من الرئاسة "رغم أنه صديقه".

هذه التصريحات وجدت طريقها لمعظم وسائل الإعلام الجزائرية، التي بدأت تتحدث عن إعادة قريبة للمباراة، وعن أن ما قبل "فضيحة" مباراة الكاميرون، ليس كما بعدها، وأن فساد الفيفا والكاف سينتهي.

ولأن حبل الكذب قصير، بعد مرور أيام قليلة، ردت الفيفا على الشكوى التي تقدم بها المنتخب الجزائري، واتضح من ردها أنه لا يوجد ملف "ثقيل" وأن شكاية الاتحاد الجزائري تتعلق بتقديرات حكم المواجهة الغامبي غاساما، مؤكدة أنها فحصت قراراته، وأنها كانت تتخذ بالتشاور مع حكام الفار، وفقا لِقوانين اللّعبة، لتضع نقطة النهاية لمسلسل طويل من الترقب والآمال واللعب على مشاعر ملايين الجزائريين من عشاق منتخب الخضر. 

جزائريون يكتشفون حقيقة منظمة مزار

ونظرا لحجم الصدمة، عاد الجزائريون للحديث عن التصريحات الكاذبة لمزار، وقامت قناة النهار بالاتصال به في إحدى برامجها، وأمام المأزق الذي وجد نفسه فيه لم يجد من رد، سوى الصياح وتوزيع الاتهامات، ثم إغلاق خط الهاتف.

وعلى شاشة نفس القناة، شكك أحد الضيوف في وجود المنظمة، وفي مصداقية رئيسها، الذي كان يروج لنفسه، من خلال الادعاء بأن له علاقات كبيرة ومهمة مع مسؤولين كبيار في مختلف الدول والمنظمات الفاعلة. 

ولم يقف الجزائريون عند هذا الحد، بل ذهب بعضهم إلى النبش في ماضي الرجل على مواقع التواصل الاجتماعي، ليكتشفوا، أنه كان يقوم بتضليلهم لإظهار مدى علمه بما يجرى في أروقة الفيفا والكاف، من خلال تعديل تدوينات منشورة على حسابه في الفايسبوك. 

وكان مزار يغير مضمون تدويناته المنشورة قبل أسابيع على الفايسبوك، ويدلي بعد ذلك بتصريحات ويدعوا الجزائريين فيها إلى الاطلاع على تدويناته السابقة (المعدلة حديثا)، وبأنه كان يعلم أن المنتخب سيقصى من الدور الأول من كأس إفريقيا ومن كأس العالم، نتيجة فساد الكاف. 

وأمام قوة الأدلة التي تناولها الإعلام الجزائري، لم يجد مزار أي مبرر يدافع به عن نفسه، وقام بحذف حسابه على موقع الفايسبوك، قبل أن يختفي من شاشات القنوات الجزائرية.

الشهرة التي نالها مراد مزار، نتيجة تصريحاته حول مباراة الجزائر والكاميرون، جعلته ينسى أن موقع الفايسبوك يتيح لأي متصفح معرفة تاريخ تعديل أي منشور بمضمون آخر، وبالتالي سهولة فضح كذبه. 

وبعد أن كان بوقا للدعاية الجزائرية، خصوصا فيما يتعلق بمهاجمة المغرب، ومناصرة جبهة البوليساريو، بات مراد مزار اليوم محط سخرية الجميع في الجزائر، ولم يعد اسم منظمته "الوهمية" يذكر بين صفحات الجرائد الجزائرية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال