القائمة

أخبار  

تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957

تمر الذكرى الخاصة بإطلاق أشغال بناء طريق الوحدة، التي تصادف في 5 يوليوز 1957، كل سنة مرور الكرام. علما أن هذا المشروع الذي أطلقه الملك محمد الخامس وعبأ ما يقرب من 12 ألف شاب للعمل فيه، كان بمثابة رمز لانخراط جيل كامل في خدمة الوطن بعد الاستقلال.

نشر
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957
تكريم 12 ألف مغربي ساهموا في بناء طريق الوحدة عام 1957

في فترة اتسمت بالانقسامات والحروب، أصبح لزاما علينا أن نهتم أكثر برموز ورسائل الوحدة. فـ "العيش معًا" أصبح مفهوما يسخر منه اليمين المتطرف، والتضامن والمساواة مرفوضان من قبل الليبراليين المتطرفين، حيث يحاول السلطويون الذين يحنون إلى الماضي تقييد الحريات. ووسط هذا العالم الممزق والمقسم، توجد مجموعة من الأمثلة التاريخية الملهمة.

بعد استقلال المغرب، وبالضبط في 15 يونيو 1957، أطلق الملك محمد الخامس نداءً من مراكش لتعبئة الشباب لبناء مشروع مهيكل وأساسي لتوحيد المنطقتين اللتان كانت تفصل بينهما منطقتا الحماية (الفرنسية والإسبانية). وفي 5 يوليوز 1957، أطلق العاهل المغربي الراحل أشغال بناء طريق الوحدة، الذي يربط بين تاونات وكتامة بطول 80 كيلومتراً.

كان مشروعًا عملاقًا آنذاك، حيث تناوب 4000 شاب كل شهر، على حفر وتنظيف وتكسير وتسوية وتغطية طريق على جانب الجبال في قلب الريف الأوسط. وواجه ما بين 11 ألف و 12 ألف شاب مغربي حر الصيف القائظ، وخطر الانهيارات الأرضية وبالإضافة إلى الافتقار إلى المعدات المتطورة من أجل تحويل هذا المشروع الذي بلغ عرضه 3 أمتار إلى واقع.


وانطلاقًا من الالتزام الوطني لهؤلاء الشباب قررتُ تكريمهم من خلال الانطلاق من مدينة تاونات وقطع كل كيلومتر من طريق الوحدة هذا. وباعتباري من أبناء مدينة تاونات، فقد أعجبت منذ البداية بالمناظر الطبيعية والقرى الصغيرة الجاثمة على الجبال وسيارة R12، وهي المركبة الرمز في منطقة كتامة.

لكن الرحلة بالسيارة بين تاونات إيساغن لا تمنحك الفرصة لتعيش تجربة الشباب الذين شاركوا في معسكر العمل في عام 1957. في يوم الجمعة 5 يوليوز 2024، على تمام الساعة 6:30 صباحًا، انطلقتُ في رحلة طولها 73 كيلومترًا، مزودًا بزجاجتي ماء وبعض المواد الهلامية الطاقية فقط.

تحدٍ شخصي في جبال الريف لمسافة 73 كلم

بعد ما يقرب من 11 ساعة من الجهد، بالتناوب بين الجري والمشي في درجات حرارة اقتربت من 40 درجة مئوية، تساءلتُ كثيرًا كيف استطاع آلاف الشباب الصمود لساعات طويلة وهم يكسرون الصخور بالمعاول. تُظهر الأعمال التي يتم تنفيذها حاليًا على أجزاء معينة من طريق الوحدة مدى صعوبة التضاريس. هنا بادرني السؤال: هل يدرك سائقو الحفارات الجهود الخارقة التي بذلها أسلافهم؟

لقد أضاءت رؤية رجل يركض مرتديًا سروالاً قصيرًا مع حقيبة ظهر يوم عملهم، حيث بادروا بتشجيعي من خلال التلويح بأيديهم، حتى أن بعضهم قام بدعوتي لمشاركتهم طبق أكلهم، وهو الكرم المعروف على المغاربة دائماً. في الواقع، في البلدات والقرى التي مررت بها، قدم لي العديد من الناس الماء بشكل عفوي، حيث فوجئوا برؤيتي أركض في الحرّ. وبالإضافة إلى المناظر الطبيعية، ساهمت المحادثات مع الناس المتواضعين والكرماء في ترك انطباع عميق في نفسي.

كانت هذه المغامرة الفردية بمثابة لقاء مع التاريخ، مع أرض وشعبها. تحدٍ شخصي اتخذ بعدًا عائليًا أيضًا؛ فقد انضم إليّ والداي في إيساغن للاحتفال بنتيجة هذا التحدي الذي ظنوا أنه جنوني عندما أخبرتهم عنه. هذا التشابك بين القصة الكبيرة والقصة الشخصية هو ما ينسج حياتنا معًا. إذا كانت ذكرياتنا ثمينة لأنها تبني هويتنا، فإن الذاكرة المشتركة للأمة هي أساس هويتنا كشعب. يجب الاحتفال بتاريخ مهم مثل 5 يوليوز الذي يرمز إلى الوحدة والتزام الشباب والإيمان بمستقبل أفضل. فربما يتحقق يومًا ما حلم رؤية هذه الخطوات القليلة على طريق الوحدة تتحول إلى سباق في تاونات يشارك فيه الآلاف من العدائين.

لمتابعة تحدي طريق الوحدة في 5 يوليوز 2024
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال