القائمة

أخبار

اكتشاف أكبر وأقدم مجتمع زراعي في المغرب

أماطت الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها مؤخرا في شمال المغرب اللثام عن وجود مجتمع زراعي غير معروف يعود تاريخه إلى الفترة ما بين 3400 و2900 قبل الميلاد، مما يمثل أقدم مجمع زراعي في أفريقيا خارج منطقة نهر النيل. تبرز هذه الاكتشافات الدور البارز الذي لعبه المغرب في تشكيل التاريخ المتوسطي والإفريقي خلال العصر النيكوليتي.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

كان لشمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب، دورٌ محوري في تطور الحضارة الإنسانية منذ العصور القديمة. وتبرز اكتشافات جديدة كيف أن هذه المنطقة الاستراتيجية، التي يحدها من الجنوب الصحراء الكبرى ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، كانت على مر العصور ملتقى للثقافات والحضارات المختلفة.

ومع ذلك، لا يزال اللغز التاريخي لهذه المنطقة غير مكتمل، حيث يظل القليل معروفًا عن تاريخها خلال فترة الهولوسين، وخاصة بين 4000 و1000 قبل الميلاد. تسهم الاكتشافات الأثرية الحديثة في المغرب في سد هذه الفجوات، حيث تكشف عن أدلة تدل على الزراعة، والتنظيم الاجتماعي، والتجارة على المدى الطويل خلال حقبة ما قبل التاريخ.

استعرضت دراسة نُشرت يوم الاثنين في مجلة "Antiquity" الأكاديمية، التي تركز على الأبحاث الأثرية، تفاصيل الاكتشافات التي تم التوصل إليها من خلال التحريات التي أُجريت في واد بهت، وهو مجرى مائي يقع في شمال المغرب. إذ كشفت نتائج الأبحاث أن المغرب كان موطنًا لمجتمع زراعي غير معروف يعود تاريخه إلى حوالي 3400-2900 قبل الميلاد.

وجاء في البحث الذي أجراه فريق دولي من الباحثين من المغرب والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا "حاليا، هذا هو أقدم وأكبر مجمع زراعي في إفريقيا خارج ممر النيل".  حيث اكتشف علماء الآثار في واد بهت "الفخار والأدوات الحجرية، إلى جانب العديد من الحفر"، ويعتقدون أن هذه الاكتشافات تعود إلى "مجتمع يربط المغرب بالاتجاهات الأوسع المعاصرة في البحر الأبيض المتوسط الغربي". كما اكتشف الباحثون بقايا نباتات وحيوانات مستأنسة، جميعها تعود إلى فترة النيكوليتي المتأخرة.

تشير هذه الاكتشافات إلى أن المغرب لعب دورًا أكثر أهمية في تطوير التاريخ المتوسطي والإفريقي بشكل أوسع مما كان يُفهم سابقًا. وقال البروفيسور "سيبريان برودبانك" من جامعة كامبريدج "أكثر من ثلاثين عامًا، كنت مقتنعًا بأن علم الآثار المتوسطي كان يفتقد شيئًا أساسيًا في شمال إفريقيا ما قبل التاريخ المتأخر". وأضاف "الآن، أخيرًا، نعرف أننا كنا محقين، ويمكننا البدء في التفكير بطرق جديدة تعترف بالمساهمة الديناميكية للأفارقة في ظهور وتفاعلات المجتمعات المتوسطة المبكرة".

إن الموقع الجغرافي الفريد للمنطقة، بالإضافة إلى سجلها الأثري الغني، يجعلها مصدرًا لا يقدر بثمن لفهم تاريخ الحضارة الإنسانية.

أكد الباحثون على أهمية "توسيع نطاق دراسة واد بهت ليشمل إطارًا أوسع يتطور ويتصل بالشعوب الموجودة على جانبي بوابة البحر الأبيض المتوسط الأطلسية خلال الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد. ورغم وجود احتمالات لحركة الأشخاص في كلا الاتجاهين، من الضروري الاعتراف بوادي بهت كمجتمع متميز ذو جذور إفريقية، والذي لعب دورًا كبيرًا في تشكيل هذا النسيج الاجتماعي."

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال