في دراسة مستقلة أجراها بيتر تارجانجي، الأستاذ للدراسات الفرنسية والفرنكوفونية بكلية ميدلبري، تم ترجمة وتحليل تعليقات الصور، حيث يقدم الألبومان، اللذان جُمِعا على يد الضابط الفرنسي موريس برنارد، سجلا بصريا للمغرب خلال هذه الفترة الاستعمارية، ويكشفان عن الاحتلال العسكري والمقاومة والثقافة المحلية.
يتناول الألبوم الأول، رحلة قوات "كتيبة فاس" على طول نهري أبي رقراق ووادي بهت انطلاقا من الرباط. ويشمل صورا لمعسكرات فرنسية قرب مولاي إدريس زرهون وصفرو، إضافة إلى لحظات استسلام حيث خضع زعماء مغاربة للضباط الفرنسيين.
كما تعرض الصور تحركات سلاح الفرسان والمشاة الفرنسيين، إلى جانب الاستعراضات العسكرية التي شارك فيها ضباط رفيعي المستوى. ويضم أكثر من ثلاثين صورة لاستعراض عسكري أقيم خارج أسوار مدينة فاس، بحضور السلطان مولاي عبد الحفيظ وحاشيته، إلى جانب شخصيات مغربية مرموقة والقوات الفرنسية.
بعيدا عن المشاهد العسكرية، يبرز الألبوم معالم فاس التاريخية، بما في ذلك أبوابها الشهيرة مثل باب الكيسة، وجامع القرويين، وقصر السلطان، والمدارس العتيقة كالبوعنانية والصافرين. كما توثق الصور حدائق بوجلود، والطواحين، والجسور، والمدرجات، والتحصينات، وورش صناعة الفخار في الهواء الطلق.
يشمل الألبوم أيضا صورا لشوارع مدمرة في حي الملاح اليهودي بفاس عقب أحداث شغب أبريل 1912، التي اندلعت احتجاجا على فرض الحماية الفرنسية. كما تضم المجموعة صورا لمدينة مكناس المجاورة، حيث تظهر لقطات بانورامية لشوارعها، وباب منصور، والمستودع العسكري، والمدافع، والأسواق، وساحة "المكتب العربي" في المدينة.
ويتعدى نطاق الألبوم مدينتي فاس ومكناس ليشمل مشاهد من القرى المغربية، بما في ذلك بني عمار، ومولاي إدريس زرهون، والآثار الرومانية في وليلي، والرباط. كما تضم المجموعة أكثر من ثلاثين صورة لموكب "سلطان الطلبة" في مولاي إدريس زرهون خلال يوليوز 1915.
فيما يتتبع الألبوم الثاني انتقال الضابط برنارد إلى موغادور (الصويرة) بعد عام 1911، حيث عمل في "مكتب الاستخبارات". وتصور الصور شواطئ الصويرة، وحصنها البرتغالي، وأسواقها النابضة بالحياة، والحياة اليومية لمجتمع الصيد فيها. كما توثق مشاهد من الفنادق التجارية، مما يبرز النشاط التجاري للمدينة.
وتشمل الصور أيضا بورتريهات لخدم برنارد، "عائشة" و"فاطمة"، إضافة إلى امرأة يُعتقد أنها زوجته، مما يوفر لمحة عن الجوانب الشخصية للحياة الاستعمارية.
كما توثق الصور رحلات برنارد بالسيارة نحو الجنوب والشرق من الصويرة في مايو 1918 وغشت 1919، بما في ذلك لقطات نادرة لقرية "إمي نتليت"، حيث يظهر السكان وهم يشاهدون سيارة لأول مرة.
بحسب الباحث تارجانجي، فإن هذه الألبومات "تعرض معالم المغرب وشعبه من منظور استعماري، حيث يتم التركيز على الطابع الغريب وإبراز التفوق الفرنسي". لكنه يشير أيضا إلى أنها "تحفظ دون قصد ملامح الصمود المغربي والحيوية الثقافية".