شهد المغرب هجومًا سيبرانيًا واسع النطاق نفذته مجموعة القراصنة الجزائرية المعروفة باسم "جباروت DZ"، ما أدى إلى تسريب آلاف البيانات الحساسة المتعلقة بالرواتب والمعلومات الخاصة بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وأوضح القراصنة، الذين قدموا أنفسهم كجزائريين، أن هجومهم جاء كرد فعل على اختراق قراصنة مغاربة لحساب تويتر لوكالة الأنباء الجزائرية .
"100٪ من خبراء الأمن السيبراني يتركون آثارًا وراءهم"
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل القراصنة الذين يقفون وراء هذا التسريب الكبير للبيانات هم بالفعل جزائريون؟ تحقيق أجراه مجموعة من الخبراء في الأمن الرقمي وأرسل إلى موقع يابلادي يحاول تحديد هوية الشخص المسؤول عن هذا الاختراق.
التحقيق يسلط الضوء على أن مجموعة "جباروت DZ" أعلنت عن اختراق البيانات الحساسة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عبر قناتها على تليغرام، لكن الرسالة لم تُنشر مباشرة من قبل المجموعة بل تم نقلها من مستخدم آخر يُعرف باسم "3N16M4".
بشكل مثير للريبة، تم حذف الرسالة الأولية وأُعيد نشرها بدون ذكر اسم المستخدم "نُقلت من". يعتقد معدو التحقيق أن هذا الحذف كان "خطأ"، مشيرين إلى أن القرصان قد يكون نقل الرسالة من حسابه الشخصي عن طريق الخطأ، أو من حساب الشخص المسؤول عن الاختراق، وتم تصحيح الخطأ بسرعة بحذف الرسالة.
كان هذا الخطأ نقطة الانطلاق للمحققين، الذين اكتشفوا أن اسم المستخدم مرتبط بحساب على منصة GitHub، وهي منصة للمطورين لإنشاء وإدارة ومشاركة الأكواد. الملف الشخصي للمستخدم يحتوي على العديد من المشاريع البرمجية، مما يشير إلى اهتمام كبير بتكنولوجيا المعلومات.
رابط محتمل مع طالب تونسي
قاد ذلك المحققين إلى اكتشاف عنوان البريد الإلكتروني للمستخدم واسمه الكامل وبلده، مما قد يشير إلى الشخص المسؤول عن اختراق CNSS. "لقد اكتشفنا معلومات قيمة — عنوان بريد إلكتروني يبدو أنه ينتمي إلى جامعة ألمانية"، كتب الخبراء، مضيفين أن التحقق الإضافي كشف عن "الاسم الكامل الحقيقي للمستخدم"، الذي قد يكون مرتبطًا بصناعة تكنولوجيا المعلومات وربما حتى بمجال القرصنة.
يُعتقد أن الفرد هو مهندس أمني يعيش في بوخوم، ألمانيا، ويشير التحقيق إلى أنه طالب تونسي مقيم في ألمانيا وربما درس في جامعة أوستفاليا، حيث أن "أحد عناوين بريده الإلكتروني لا يزال نشطًا في قاعدة بيانات الجامعة"، وفقًا للخبراء.
وقال الخبراء الذين دعموا تحقيقهم بالصور "هذه هي الاكتشافات حتى الآن، والتحقيق لا يزال جاريًا. نحن نجري فقط تحقيقات عامة دون توجيه اتهام لأي شخص حتى الآن".