القائمة

أخبار

دياسبو #415: الحسن مدني.. قصة مغربي شق طريقه في عالم الديكور بالسعودية

يشكل مسار الحسن خنوس مدني، ابن مدينة فاس، نموذجا حيا لرحلة كفاح مغربي بدأت بخطوات بسيطة وتحولت إلى تجربة مهنية رائدة في السعودية. وبين شغف مبكر بالديكور ودعم أسري متين، استطاع أن يبني لنفسه اسما في عالم التصميم والأثاث عبر خبرة وصلت إلى أربعة عقود.

نشر مدة القراءة: 4'
DR

ولد ونشأ المهاجر المغربي الحسن خنوس مدني في مدينة فاس في ستينيات القرن الماضي، في بيئة استثنائية جمعت بين القيم التقليدية الراسخة والانفتاح على التطور والتجديد. كانت طفولته مليئة بالتجارب التي صقلت شخصيته، بدءا من التعليم الذي تلقاه وصولا إلى التأثير الكبير للأسرة والمجتمع المحيط به.

يقول في حديثه لموقع يابلادي "ترعرعت في محيط يقدر العمل الجاد ويشجع على الطموح، وهذا ما ساعدني على تطوير شغفي في مجال الديكور والتصميم الداخلي منذ سن مبكرة كما أن التنوع الثقافي الغني في المغرب كان له دور مهم في توسيع آفاقي، وتعزيز قدرتي على التواصل والتفاعل مع مختلف الخلفيات".

كانت مرحلته الدراسية في المغرب من الفترات المحورية، إذ حرص خلالها على بناء أساس علمي قوي ساعده لاحقا في مساره المهني. درس في بيئة تعليمية تشجع على الاجتهاد وتطوير الذات، ومر في دراسته بثانوية مولاي إدريس بفاس، وهي من أهم الثانويات آنذاك، ما انعكس على شغفه بالعمل والبحث عن الفرص.

أما على المستوى المهني، فقد بدأت رحلته بخطوات متواضعة لكنها ثابتة في المغرب، حيث عمل في مجال الأعمال الخشبية، مما أكسبه خبرات عملية مهمة وعلمه الانضباط، وتحمل المسؤولية، والتعامل مع مختلف التحديات، وشكل ذلك قاعدة صلبة مهدت للانتقال إلى مرحلة جديدة.

"مع مرور الوقت، شعرت بأن الانتقال إلى السعودية سيتيح لي آفاقا أوسع، وفرصا أكبر للنمو المهني وتطوير مهاراتي، وهو ما تحقق بالفعل لاحقا بعدما. درست الديكور الداخلي في معهد متخصص بالتصميم الهندسي بالسعودية ".

الحسن مدني

وفي سنة 1988، انتقل إلى الرياض، وتعرف مدني خلال مسيرته على أشخاص كان لهم تأثير كبير في تكوينه، أولهم كانت أسرته التي دعمت وقدمت له قيم الالتزام، والصبر، واحترام العمل. وعلى المستوى المهني، تأثر بشكل خاص بأول مدير اشتغل تحت إدارته، الذي كان من الجنسية اللبنانية، إذ علّمه "أهمية التفكير الاستراتيجي، واتخاذ القرارات بثقة، وكيفية التعامل مع التحديات بروح إيجابية"، وهو يؤمن "بأن التأثير لا يقتصر على الأشخاص، بل يشمل التجارب أيضا".

عمل ومساهمة في رؤية السعودية 2030

يقول مدني "بدأت نشاطي في عالم الأعمال بمجال الاثاث المنزلي في فترة مبكرة نسبيا عندما شعرت بأن لدي شغفا حقيقيا بتنفيذ أعمال مبنية على الحرفية الفنية والإدارة الذاتية التي تجعل العملاء راضين على ما أقدمه لهم من خدمات، وليس فقط العمل ضمن إطار وظيفي تقليدي. كانت البداية متواضعة ولكنها مليئة بالتجارب المهمة؛ بدأت بخطوات صغيرة، أختبر الأفكار، وأتعلم من النجاحات والإخفاقات على حد سواء".

ويؤكد أن الطريق لم تكن سهلة في البداية، فقد واجه تحديات تتعلق بالإمكانات، وبناء شبكة العلاقات، وفهم السوق، لكنه تجاوزها بالاعتماد على الاجتهاد، والتعلم المستمر، والقدرة على التكيف، وقرر زيارة المعارض العالمية المتخصصة بالديكور الداخلي والأثاث، مما وسّع تجربته وزاد ثقته في ريادة الأعمال.

ويحكي أنه اليوم ينظر إلى "تلك البدايات باعتزاز، لأنها شكلت العقلية التي أعمل بها الآن: عقلية مبنية على الفرص، والابتكار، والعمل المستمر".

ومنذ سنة 2022 وهو يعمل كممثل لشركة صينية كبيرة يوجد لها أربعة مصانع في السعودية تدعى DSCC Saudia، وهي شركة مقاولات وهندسة وحلول متكاملة، تقدم خدمات من التصميم إلى التنفيذ لمشاريع التصمصم الداخلي والخارجي، وتتعامل مع كبريات المؤسسات والفنادق  في السعودية.

ويركز مدني جهده الآن للعمل على مشاريع خاصة بالاثاث الفندقي  وهو المجال الحي الذي يوجد ضمن رؤية المملكة العربية السعودية في المجال السياحي  لسنة 20230.

وقبل انضمامه للشركة الصينية عمل في  قسم الأثاث التابع لشركة "البيت الدنماركي" من 1988 إلى 1993، ثم في شركة "المنزل" كمدير مبيعات من 1993 إلى 2003، وفي الفترة من 2003 إلى 2013 كان مدير مشاريع في الشركة العربية الخليجية للمفروشات، ثم ممثلاً لشركة Mercatus الألمانية بالسعودية من 2013 إلى 2022.

يعمل حسن مدني في مشاريع كبيرة مثل القصور الكبيرة لشخصيات ذات مستوى اجتماعي مهم، وإلى جانب ذلك يحرص على إبراز مؤهلاته ومواهبه من خلال المشاركة في معارض أثاث دولية بدول مختلفة مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وتركيا...

"بالنسبة لي النجاح ليس مجرد الوصول إلى منصب أو تحقيق مكاسب مادية، بل هو القدرة على تحويل الأفكار إلى واقع ملموس، وإحداث تأثير إيجابي سواء على مستوى الفريق، أو المشروع، أو المجتمع بشكل عام".

الحسن مدني

وأضاف "أعتبر نفسي ناجحا عندما أتمكن من تحقيق أهدافي المهنية والشخصية مع الالتزام بالقيم والمبادئ التي أؤمن بها، مثل الصدق، الاجتهاد، والالتزام بالجودة. النجاح أيضا يعني القدرة على التعلم المستمر والتكيف مع التحديات، ومساعدة الآخرين على النحاح لأن الإنجاز الحقيقي يكون دائمًا مرتبطًا بالقيمة التي تضيفها للآخرين".

وحاول مدني الاستفادة من الخبرة والتجربة التي اكتسبتها في السعودية، من أجل خلق مشاريع مستدامة مع جلب المستثمرين من السعودية إلى المغرب، لذلك يتعاون بانتظام مع شركات مغربية تعمل في مجال تنظيم المعارض.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال