القائمة

أخبار

نفق المغرب–إسبانيا: دراسة تؤكد أن المشروع ممكن تقنيا بكلفة تناهز 8.5 مليارات يورو

أكدت دراسة حديثة أن مشروع النفق البحري الرابط بين المغرب وإسبانيا ممكن من الناحية التقنية، مع تقديرات بأن المرحلة الأولى قد تستغرق بين ست وتسع سنوات، على أن تبلغ كلفته الإجمالية نحو 8.5 مليارات يورو.

نشر مدة القراءة: 3'
نفق المغرب–إسبانيا: دراسة تؤكد أن المشروع ممكن تقنيا بكلفة تناهز 8.5 مليارات يورو
DR

أكدت دراسة أنجزتها شركة "هيرينكنيشت" الألمانية، الرائدة عالميًا في صناعة آلات حفر الأنفاق، بتكليف من الشركة الإسبانية للدراسات من أجل الاتصال الثابت عبر مضيق جبل طارق  "Secegsa"، أن مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا ممكن من الناحية التقنية.

وخلصت الدراسة إلى أن تشييد نفق يربط إسبانيا بالمغرب قابل للتنفيذ اعتمادا على التكنولوجيا والهندسة المتوفرة حاليا، مع تقدير أن المرحلة الأولى من المشروع قد تستغرق ما بين ست وتسع سنوات، فيما يُتوقع بلوغ المحطات الأساسية للمشروع في أفق 2035–2040.

ورغم هذه الخلاصة الإيجابية، تؤكد الدراسة أن المشروع يندرج ضمن أضخم وأعقد المشاريع الهندسية في العالم، سواء من حيث الحجم أو من حيث التحديات التقنية والجيولوجية. وتُقدَّر الكلفة الإجمالية لإنجاز النفق بحوالي 8.5 مليارات يورو، تشمل حفر نفق استكشافي، وإنجاز الأنفاق النهائية، وبناء المحطات الطرفية، إلى جانب مختلف التجهيزات التقنية واللوجستية المرتبطة بالتشغيل والسلامة.

وتكتسي نتائج هذا التقرير أهمية حاسمة، إذ شكلت أساسا لتقييم مدى قابلية تنفيذ المشروع، خاصة في المقطع الحساس الواقع تحت "عتبة كامارينال"، المعروفة بظروفها الجيولوجية المعقدة. ويعد هذا الجزء من المضيق أحد أبرز التحديات التقنية التي يتعين تجاوزها لضمان سلامة واستدامة المنشأة.

تصميم النفق

من حيث المسار، تم اعتماد تصميم سككي خالص، مع استبعاد نهائي لأي استعمال مختلط مع حركة السير الطرقي. ويشمل المشروع نفقين بحريين متوازيين، أحاديي السكة، واحد لكل اتجاه، إضافة إلى نفق للخدمة والسلامة. وسيبلغ العمق الأقصى نحو 475 مترًا تحت سطح البحر، أي أعمق من نفق المانش، ما يجعله من أكثر المشاريع تحت الأرض تعقيدًا في بيئة بحرية.

وعلى هذا العمق، ستواجه عملية الحفر ضغوطا تقارب 50 بارا، وظواهر تمدد التربة. وقد خلصت دراسة الجدوى، إلى أن هذه الظروف القصوى لا تتجاوز قدرات التكنولوجيا الحالية، شريطة استعمال آلات حفر مصممة خصيصًا لهذه البيئة.

ويشمل التصميم النهائي زيادة قطر الحفر من 8 إلى 8.8 أمتار مقارنة بما كان مقترحًا قبل 15 سنة، مع اختلاف سماكة بطانة النفق حسب المقاطع، بهدف تحسين شروط الاستغلال السككي.

وفي الجانب الإسباني، تم نقل موقع المحطة الشمالية إلى محيط فيخير دي لا فرونتيرا، ما يتيح ربطا أفضل بالشبكة السككية عالية السعة، والطرق السيارة، ويبلغ طول النفق داخل التراب الإسباني 39.1 كيلومترا، فيما يقدر زمن العبور بين القارتين بنحو 30 دقيقة.

وانطلقت الدينامية الحالية للمشروع بين سنتي 2022 و2023، في سياق مرحلة جديدة من العلاقات المغربية-الإسبانية، عقب تغيير موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء. واتفق البلدان حينها على إعادة إطلاق المشروع رسميًا بعد سنوات من الجمود.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال