تُعيد النسخة الخامسة والثلاثون من كأس الأمم الأفريقية (كان 2025)، التي تُقام حاليًا في المغرب، إلى الواجهة مسألة امتلاء الملاعب في كل مباراة. في سابقة، شهدت مباراة مصر وزيمبابوي (2-1) التي أُقيمت يوم الاثنين في أكادير اتخاذ قرار بإتاحة الدخول المجاني للمشجعين الراغبين في متابعة اللقاء. في اليوم التالي، عرفت مباراة جمهورية الكونغو الديمقراطية وبنين (1-0) في الرباط توزيع تذاكر مجانية في محيط ملعب المدينة.
لم تسبق هذه المبادرات أي إعلان رسمي. ومع ذلك، وجدت الفكرة صدى لدى الشباب وسكان المنطقة، وكذلك لدى الصحفيين المتواجدين هناك، الذين أكدوا تأثير هذه الخطوة على امتلاء المدرجات تدريجيًا خلال سير المباريات.
في الواقع، سمحت مجانية التذاكر يوم الثلاثاء في الرباط بامتلاء الملعب منذ الاستراحة. «في نهاية اللقاء، أعلن المذيع في البداية عن حضور 6,000 شخص لهذه المباراة (...) ثم بعد بضع دقائق، عاد المذيع ليعلن عن وجود 13,000 متفرج»، كما كتبت RMC Sport.
في اليوم السابق، شهد ملعب أكادير حضور أكثر من 30,000 متفرج في نهاية المباراة التي جمعت بين مصر وزيمبابوي والتي بدأت بحضور جماهيري قليل.
تمكين السكان المحليين من الاستمتاع بالكان
تظل الأسعار المحددة مسبقًا من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) ثابتة، بغض النظر عن المباراة أو التوقيت. وفقًا لمراحل البطولة، تتراوح أسعار التذاكر بين 100 و900 درهم، مقسمة إلى ثلاث فئات. يمكن أن يكون فتح أو توزيع التذاكر المجانية جزءًا من الحلول لمواجهة صعوبة الوصول إليها، مما يساهم في تنشيط الملعب. لكن لتقليل مخاطر الفوضى، تتطلب هذه الخطوة رقابة مشددة.

وفي تصريح لموقع يابلادي، أوضح مصطفى بدري، عميد الصحفيين الرياضيين بالمغرب ومدير أسبوعية المنتخب أن «هذه الممارسة ليست جديدة ضمن العادات المحلية المرتبطة بتنظيم مباريات كرة القدم، إذ اعتدنا منذ سنوات فتح أبواب الملاعب في الدقائق الأخيرة من المباريات، لإتاحة الفرصة لمن يرغب في المتابعة مجانًا». غير أنه شدّد في المقابل على أن «الطريقة التي جرى بها تطبيق هذا الإجراء في مدينة أكادير تستدعي الحذر، تفاديًا لأي مفاجآت غير مرغوب فيها».
وأضاف بدري: «نعلم أن المغرب بذل مجهودات كبيرة في محاربة الشغب والعنف داخل الملاعب، كما أن الأجهزة الأمنية تقوم بعمل احترافي لضمان مرور هذه النسخة من كأس الأمم الإفريقية 2025 في أفضل الظروف. ومن ثمّ، من الضروري الحفاظ على هذا المكسب: أجواء احتفالية وآمنة، دون فتح المجال أمام أطراف قد تستغل أي ثغرات محتملة».
وأوضح الصحفي أن اعتماد «تذاكر تحمل أسماء أصحابها يتيح تحديد هوية كل حامل تذكرة بسرعة»، معتبراً أن هذا الإجراء «يساهم ليس فقط في تحسين جودة التنظيم، بل أيضًا في الحد من إعادة بيع التذاكر في السوق السوداء».
وفي هذا السياق، يرى مصطفى بدري أن «فتح أبواب الملاعب مجانًا خلال سير المباراة قد يكون سلاحًا ذا حدّين». فبينما يقرّ بأن «المدرجات الممتلئة تشكل عامل تحفيز إضافي للاعبين»، يشير في الوقت ذاته إلى صعوبة ضبط الولوج المجاني بأعداد كبيرة، «خصوصًا مع التدفق السريع لعدد كبير من الأشخاص في وقت وجيز، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيفية تسريب مثل هذه المعطيات مسبقًا».
«هناك إجراءات يجب اتباعها. إنها مسؤولية تقع على عاتق المنظمين والمشجعين على حد سواء. كما أنها تساهم في ترسيخ ثقافة معينة للملاعب، خاصة خلال الأحداث القارية والدولية الكبرى.»
Ph. AFP
تكييف المبادرات مع الجمهور
في السابق، استضاف المغرب كأس الأمم الأفريقية للسيدات، التي تميزت أيضًا بإتاحة الدخول المجاني والمفتوح إلى الملاعب. تعليقًا على هذا الجانب، يقول مصطفى بدري ليابلادي إن «الوضع مختلف، عندما نعلم أن كل بطولة ودورة لها جمهورها».
«لا تشهد مباريات كرة القدم النسائية حضورا كبيرًا، على الرغم من أن هذه المباريات لا تقل أهمية وتعتبر الآن رافعة حقيقية لتطوير كرة القدم في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تتميز بشكل خاص بحضور كبير للعائلات التي تأتي مع أطفالها»، يوضح مصطفى بدري.
ولهذا السبب، يرى الصحفي أن تشجيع الدخول المجاني خلال كأس الأمم الأفريقية للسيدات في المغرب كان «طريقة جيدة للترويج لكرة القدم، سواء كمناسبة للتجمع العائلي أو لتسليط الضوء على المواهب النسائية في الرياضة المحترفة، خلال فترة البطولة حيث من المعروف أن المشجعين غالبًا ما يكونون من الآباء والأقارب الذين يرافقون الشباب».
يشير مصطفى بدري إلى أن أفضل طريقة لضمان سير المباريات بشكل جيد في بطولة مثل كأس الأمم الأفريقية تظل في الرقابة الصارمة على دخول الملاعب، مع تنظيم سلس لعملية بيع التذاكر.


chargement...






