أجرت شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة، استطلاعا للرأي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لصالح قناة "بي بي سي عربي" البريطانية، حول قضايا شتى من الدين إلى حقوق المرأة ومن الهجرة إلى تقبل المثليين جنسيا.
وشارك في الاستطلاع 25407 أشخاص من 11 دولة عربية أواخر سنة 2018 وربيع 2019، وكشفت النتائج عن وجود آراء مختلفة في جميع البلدان بشأن القضايا المطروحة.
وسهر على إجراء الاستطلاع أكاديميون يعملون لحساب البارومتر العربي، وشبكة البحوث التابعة لجامعة برينستون والتي تعمل بالتعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية محلية في المنطقة، واختير المستجوبون بشكل عشوائي، وكانت أغلبية الأسئلة التي طرحت ذات خيارات متعددة، ولكن كانت هناك أسئلة مفتوحة أيضا.
التدين والمثلية والقتل غسلا للعار
كشفت نتائج الاستطلاع أن عددا متزايدا من مواطني الدول التي شملتها الدراسة (لبنان، المغرب، تونس، العراق، مصر، الأردن، فلسطين، ليبيا، اليمنـ السودان، الجزائر) يديرون ظهورهم للدين، بالمقارنة بين ما كلن عليه الحال سنة 2013، وما هو عليه الوضع في نهاية 2018 وبداية 2019.
وفي المغرب تضاعفت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم "غير متدينين" أربع مرات ما بين سنتي 2013 ونهاية سنة 2018 وبداية سنة 2019، حيث انتقلت من حوالي 4 في المائة، إلى حوالي 16 في المائة. فيما احتلت تونس الصدارة حيث تجاوز فيها الذين يصفون أنفسهم بأنهم غير متدينين 30 في المائة، علما أنهم كانوا أقل من 20 في المائة سنة 2013.
وبخصوص تقبل المثلية الجنسية، فقد تباينت درجة تقبل المثليين في المجتمع بين الدول العربية، فبينما وصلت النسبة إلى 26 في المائة في الجزائر و 21 في المائة في المغرب، لم تتجاوز 6 في المائة في لبنان و5 في المائة في فلسطين.
وفيما يتعلق بالقتل غسلا للعار، أظهرت نتائج الاستطلاع أن الجزائر أكثر تقبلا للقتل "غسلا للعار" بنسبة 27 في المائة، متبوعة بالمغرب بنسبة 25 في المائة، وتراجعت النسبة إلى حدود 8 في المائة في كل من تونس ولبنان وفلسطين.
أردوغان ترامب وبوتين وإسرائيل
عبر 51 في المائة من المستجوبين في جميع الدول، عن رضاهم عن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما عبر 28 في المائة منهم عن رضاهم عن سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصلت نسبة المؤيدين لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى 12 في المائة.
وفي المغرب تجاوزت نسبة المؤيدين لسياسات أردوغان 55 في المائة، فيما قاربت نسبة المؤيدين لسياسات بوتين 25 في المائة، ولم تتخط عتبة المؤيدين لترامب 5 بالمائة.
من جهة أخرى اختلفت آراء المستجوبين حول الدول التي تشكل تهديدا لأمن بلدهم، ووضع المشاركون في ست دول إسرائيل على رأس القائمة، فيما رأى العراقيون واليمنيين أن إيران تشكل التهديد الأكبر، وذهب البعض إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تشكل مصدر التهديد الأكبر.
وفي المغرب، قال 32 في المائة من المستجوبين إنهم لا يشعرون بأي تهديد من أي دولة، فيما عبر 27 في المائة عن أنهم يعتبرون أن إسرائيل هي مصدر التهديد الأكبر، وذهب 11 في المائة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشكل التهديد الأكبر للمملكة.
الهجرة
عبر واحد من كل خمسة أشخاص ممن شملهم الاستطلاع، عن رغبته في الهجرة بحثا عن مستوى أفضل للعيش، وشهد الأردن أكبر زيادة في هذا المجال، اذ ارتفعت نسبة الراغبين في ترك بلدهم من الربع في سنة 2013 إلى النصف تقريبا في 2019. أما في المغرب فقد ارتفعت النسبة من أكثر من 35 في المائة سنة 2013، إلى أكثر من 40 في المائة سنة 2019.
وبخصوص الوجهات التي يفضلها المغرب، فقد عبر 64 في المائة عن رغبتهم في التوجه إلى أوروبا، و12 في المائة إلى أمريكا الشمالية، و5 في المائة إلى دول الخليج العربي، و10 في المائة إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و26 في المائة إلى مناطق أخرى.