تشرف منظمة غير حكومية ألمانية تدعى "بيكسلر هيلبير" منذ شتنبر 2018، على تشييد نصب تذكاري للهولوكوست في جماعة آيت فاسكا التي تبعد عن مدينة مراكش بـ 26 كلمتر والواقعة بإقليم الحوز، كما سيتم تخصيص زاوية لـ "مجتمع الميم"، وذلك من أجل تكريم قتلى يهود أوروبا، حسب تصريح بين كووسكي، مؤسس الجمعية لموقع يا بلادي.
وأوضح بين كووسكي، الذي يعيش في المغرب منذ سنة 2014، أن هذا المشروع يهدف إلى "إظهار رعب الهولوكوست للمغاربة وتلاميذ المدارس واليهود من إسرائيل "، من خلال إنشاء متحف والعديد من المرافق الأخرى، بالإضافة إلى لوحات فنية تشبه تلك الموجودة في النصب التذكاري الألماني لليهود الذين قتلوا في أوروبا.
ويهدف هذا المشروع الذي سيكون الأول من نوعه في إفريقيا أيضا، إلى "تكريم مجتمع الميم"، وقال الناشط الألماني إن جزء من هذا النصب التذكاري سيحمل "ألوان قوس قزح من أجل تكريم اليهود المثليين الذين قتلوا في معسكرات الاعتقال الأوروبية" من طرف الجيش النازي.
وسيتم تمويل هذا المشروع بأكمله من طرف المنظمة الألمانية بالإضافة إلى شركة خاصة ذات مسؤولية محدودة، والتي تتخذ من المغرب مقرا لها وتحمل نفس اسم المنظمة الألمانية. ومن المتوقع أن يحتوي المشروع على 10000 قطعة حجرية، ستتقطب الزوار اليهود والمسلمين قريبا، أما فيما يخص طلاء ألوان قوس قزح الخاص بمجتمع الميم، قال بين كووسكي، إنه سيتم "الانتهاء منه قبل حانوكا"، وهو عيد يهودي يبدأ في 22 دجنبر.
وأكد المتحدث نفسه أنه من "الضروري أن يكون هناك نصب تذكاري للهولوكوست" في شمال إفريقيا وفي المغرب بشكل خاص، وذلك من أجل مساعدة الناس على "تخيل" الفظائع التي واجهها اليهود، مشيرا إلى أن المشروع يحمل "طابعا تربويا" أيضا، وقال إنه "يمكن للناس أن يزوروا غرف تصور قسوة معسكرات الاعتقال".
وخلال حديثه مع موقع يابلادي، بدى الناشط الألماني جد متحمس لهذا المشروع، وأكد أنه حصل على التراخيص اللازمة لبناء هذا النصب التذكاري للهولوكوست وأنه يخطط لتوسيعه. ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا، لماذا تم اختيار هذه القرية الصغيرة المتواجدة بالقرب من مراكش؟
تجدر الإشارة إلى أنها لم تكن تتواجد معسكرات اعتقال لليهود بالمغرب، بل كان اليهود المغاربة الذين كانوا يعيشون في المملكة يتمتعون بحماية الملك محمد الخامس خلال الهولوكوست، أما فيما يخص ألوان قوس قزح، فلا يزال المغرب لحد الساعة ضمن قائمة البلدان التي تجرم المثلية الجنسية.
وفي محاولة للحصول على المزيد من التفاصيل حول، التراخيص الممنوحة لهذا النصب التذكاري، اتصل موقع يابلادي بالسلطات المحلية في آيت فاسكا، إلا أنها رفضت الرد على الأسئة.