يسود غضب كبير في صفوف الأطر الصحية بالمراكز الاستشفائية في المملكة، تبعا للظروف الوبائية الناجمة عن تفشي فيروس “كورونا” المستجد؛ وهو ما تسبب في زيادة الضغط على العاملين بهذه المرافق العمومية، في ظل عدم استجابة الإدارات المعنية للمطالب الجماعية للشغيلة الصحية.
وبعدما خرجت الأطر الصحية العاملة بمراكز استشفائية متعددة للاحتجاج خلال الأسابيع المنصرمة، من قبيل المركز الاستشفائي ابن رشد في الدار البيضاء، جاء الدور على نظيره في الرباط (ابن سينا)، حيث نظمت الأطر الصحية وقفة احتجاجية، أمس الخميس، للمطالبة بتحسين ظروف الاشتغال “المتأزمة” في زمن الجائحة.
وأعربت مجموعة من الأطر الصحية في المركز الاستشفائي المذكور عن استيائها من ضعف الحوار بين المسؤولين الرسميين والشغيلة، مسجلة “هزالة” المنحة المالية المخصصة للممرضين والممرضات، داعية في الوقت نفسه إلى إعادة النظر في منحة المردودية التي أثارت الكثير من الجدل الوطني.
وفي السياق ذاته، أعرب المكتب النقابي للمركز الاستشفائي ابن سينا، المنضوي تحت لواء الجامعة الوطنية للصحة (UGTM)، عن غضبه إزاء الأوضاع الراهنة لـ”الجيش الأبيض” الذي يوجد في الصفوف الأمامية لمحاربة انتشار الجائحة العالمية بالبلاد.
وكشف المكتب النقابي، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، عن الضغط الملقى على مصلحة المستعجلات، التي لم تتخل عن مهمة استقبال الحالات المستعجلة، مع إضافة مهمة استقبال والتكفل بالمرضى الحاملين أو المحتمل إصابتهم بفيروس “كوفيد-19”.
ونبّه المصدر ذاته إلى تزايد خطر العدوى في مصلحة المستعجلات، بعدما أصيب جل العاملين بها، وفق البيان الإخباري، الذي ندد بـ”ظروف العمل القاسية”، مشيراً إلى ضعف الموارد البشرية على الرغم من تزايد الأنشطة والمهام؛ ما أدى إلى إصابة العديد من الممرضين والممرضات، مؤكدا كذلك أن معدل الاستشفاء فاق الطاقة الاستيعابية للمصلحة.
وبالنسبة إلى مصالح المختبرات المركزية، فقد سجل البيان إصابة جل العاملين بمسار “كوفيد-19″؛ وهو ما دفع المكتب النقابي إلى التنديد بـ”تهميش” هذه الفئة من منحة المردودية، على الرغم الموارد الكبيرة في المستشفى، داعيا إلى الجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة الإشكالات المثارة.
لذلك، طالب مكتب النقابة بزيادة أعداد ممرضات وممرضي مصلحة المستعجلات، من أجل تقديم خدمات أفضل للمرتفقين، والاستمرار بالعمل بخمس فرق في مصلحة المستعجلات ابن سينا بدل القرار الأخير للإدارة، وتفعيل عملية إعادة الانتشار بمناسبة توظيف الجدد.
وفي ظل الاحتقان المتزايد، خاضت الأطر الصحية، التابعة للنقابة سالفة الذكر، خطوة احتجاجية تصعيدية بالمركز الاستشفائي ابن سينا، زوال الخميس، للمطالبة بتحسين الأوضاع المهنية للشغيلة التي تكابد الأمرين؛ ندرة الموارد البشرية وضغط الجائحة، حسَب إفادة العاملين بالمركز الاستشفائي.