...مول الكورة هذا شخصية لازمتنا في صبانا ...كان بمثابة مجهز الحفلات ..طفل نكرهه بالمرموز ونحب حضوره بالواضح . مكروه ونتمني رؤيته بل ونحزن لغيابه ...يحضر معه كرة في ملكيته الخاصة لنلعب ونمرح بشروط خاصة وكأنها بنود مكتوبة في "الكورة" ...طفل وسيم في الغالب لا ندوب ولا رتوش تبدو على محياه ببدلات رياضية نحسده عليها وبمصروف جيب يسيل لعابنا... حين يشتري مشروبا أو أكلة خفيفة أو حلوى نلتف حوله وكلنا يقول :"آرا شويا" وهويمانع ولا يخاف إلا من أكبرنا سنا مادامت الكرة سلطانة بين يديه..."ملي نتعازلو" لا بد أن يكون ضمن فريق وفي الغالب يكون هذا الفريق هو الخاسرلأن به لاعبا لا يجيد اللعب تهرب منه الكرة كما ينفلت الماء من بين أصابع اليد هو "مول الكورة" كأنه ضريبة ثقيلة تفرض على فرحتنا باللعب،يطلبها باستمرار وتنفلت من بين أقدامه بسرعة البرق بل أحيانا لا يستطيع حتى لمسها بل لا يلمسها إلا نادرا، تطرق بابه ولا يحسن الاستجابة فتنصرف بسرعة وكأنها راغبة في ذلك ،لاعب ثقيل الظل "مابينو أو بين الكورة غير الخير أو الإحسان"ويرفض أن يلعب حارسا لأن الحراسة في تلك الفترة لا تسلم إلا للاعبين "العيانين" مع كامل اعتذاري لحراسنا الدوليين القدامى...له جمهوره الخاص يتفرج من نافذة منزله أوشرفة السطح وإذا حدث وضربته الكرة سلطانة ودخلت المرمى بلعبة حظ من المفروض علينا أن نحمله على أكتافنا ووزنه في الغالب ثقيل من كثرة العلف وقد تسمع حتى زغرودة من شرفة سطح منزله في الغالب للخادمة بأمر من السيدة ،ويحتفل به أبوه بعد رجوعه من العمل وكان تاجرا كبيرا ، لاعب مهاري في التضييع وتمرير الكرات إلى الخصم ، وياويل من يلحق به الأذى في الملعب قد يتوصل باستدعاء من المقدم في نفس اليوم إلى المقاطعة وقد تلحق به اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة تلفق للطفل المتهم منها التحرش الجنسي حتى لا يعود لإيذائه أثناء اللعب مرة أخرى ...ولا بد أن تمرر له وإلا أصبحت من المغضوب عليهم وسيرفع في وجهك الفيتو ولا تلعب في المقابلة القادمة بل قد يمتد ذلك إلى أسبوع من الحرمان إلى أن يتدخل "شيوخ الدرب" من الأطفال ولا مفر لك من ذلك ...أما إذا غضب ودائما لأتفه الأسباب وقد يغضب لمجرد أنك لم تمرر له "آراماعندك اشحال ديال التعوريط أو التزاويك" دقائق تضيعها دائما في التوسل إليه حتى لا يرحل ومعه الكرة...إ...غالبا ما يكون في وضعية التسلل...إ... لحسن الحظ أنه في ملاعب الطفولة غير محتسب وحتى إذا كان كذلك لا أعتقد أن حكامنا الأطفال يجرؤون على الإعلان عليه إذا كان المتسلل هو "مول الكورة" ...الخصم أمامنا ومول الكورة خلفنا وليس لنا إلا اللعب والصمت ...الخصم يتدخل بصرامة ومول الكورة يصرخ بشراسة ويطالب بالكرة سلطانة كي نمررها إليه ...وسبحان الله كأن الكرة سلطانة لا تحبه رغم أنه هو المالك ،تحب فقراء الحي وكأننا نشعر بها تحس بسعادة لا توصف وهم يلامسونها بأقدامهم الحافية أحياناكما أنهم يبادلونها نفس الإحساس إلا في حالتين لما ينادي مناد على "مول الكورة"من أجل أمر ما قد يكون جاهزية وجبة الغداء في الغالب، فتصبح الوجوه حزينة عابسة لقرب غيابه فهم بقدر ما يكرهونه بقدر ما يحبون حضوره بينهم ولكنه سيغيب توا ومعه الكرة سلطانة وتفرنقع الحلقة الكبيرة المستطيلة ويفرنقع الأطفال إلى ديارهم لتناول وجبة الغداء دون أن ينادي عليهم أحد وكثيرا ما يجدون الخبز والشاي في انتظارهم يعانقانهم حتى النخاع والأطفال يبادلونهما نفس الحب لأنهم جياع لا مفر ولا خيار والأكلات المرة تصبح عسلا بعد الجوع واللعب أوقاتا طويلة...هذه هي الأكلة الشعبية الشهيرة المعتادة عندنا في تلك الفترة ...اسألوا عنها أشهر لاعبينا الدوليين القدامى وسيذكرونها لكم ملفوفة بذكريات جميلة ...حالة التعاسة الثانية التي تخيم علينا وتحل بقلوبنا الصغيرة تتجلى عند قدوم الأمطار في فصل الشتاء التي تواصل ولا تفاصل وكنا نلعب حتى في هذه الأيام الممطرة وكانت لسوء حظنا طويلة في تلك المرحلة تمتد أحيانا شهرا متواصلا دون أن تطل علينا لحظة إشراقة الشمس المحبوبة... ولكن هيهات هيهات مول الكورة لا يرخص له بالخروج في هذه الأيام المباركة "عند الكبار فقط" خوفا عليه من الوحل والزكام ...فنكتفي عند غياب "مول الكورة" بكرة "الدراوش" عبارة عن كرة من الأسمال البالية محزومة بشدة وإحكام أو "ميكا" كأنك تلعب ب"نفاخة"فتحشر في جوفها مايثقلها إذا لم تثقلها الأوحال...وتطل علينا الشمس بعد غياب طويل وانتظار مريرونخرج فرادى وجماعات لنحتفي بالعيد وننتظر أن يجود علينا الحظ بخروج مول الكورة إذا لم تكن له برامج أخرى وإذا لم يكن منشغلا "أوكيبي" أو لم يفلح بكاؤه الطويل في السماح له بالخروج... كان هو أيضا يحب أن يلعب معنا هروبا من التطبيقات والمراجعة والحفظ وواجبات المدرسة التي دفعته للغياب طويلا ذات يوم للدراسة في فرنسا ومن يدري... قد يكون اليوم رئيسا من رؤساء فرقنا الوطنية أو حتى جامعتنا الموقرة...إ...لا حق لنا في إزعاج والديه وطرق بابه... باب سكناهم كانت خشبية غالية وعليها يد نحاسية كبيرة جميلة النحت للطرق والتنبيه بقدوم زائر ولكن الزوار مثلنا غير مرغوب فيهم كانت تلك اليد النحاسية تثيرنا وتغرينا ولا نلمسها ولا نطرق بواسطتها الباب إلا في حلكة الظلام للإزعاج والانتقام من حالنا البائس واستبداد "مول الكورة" . كل الأبواب نطرقها نهارا وفي واضحة النهار عند الحاجة للملح أو النعناع أو اللعب أو السؤال عن واجبات المدرسة خوفا من فلقة المعلم إلا باب سكناهم ...محظور علينا ربما لأن أيادينا المتسخة الخشنة تزعج ساكنيه ...وننتظر وننتظر وحين يخرج ومعه الكرة يبدأ الاحتفال وكأنه موكب ملك أطل بعد طول انتظار وإذا خرج بدون الكرة سلطانة لا يجرؤ على القدوم إلينا تراه حزينا هو الآخر وسرعان ماتتبعه أمه أو يتبعه أبوه لقضاء حاجة أو زيارة لأفراد عائلتهم قد يكون من بينهم "مول كورة" أخر،لا يطيب له اللعب معه لأنه لن يتوسل إليه إذا غضب كما نفعل نحن معه بموهبة التمثيل الخارقة ، تأخذه أمه من يده فيلتفت إلينا وهو يومئ إلينا بأنه قادم...ونظل نتمنى قدومه في أسرع وقت ونتمنى أن يرجع ومعه كرة أحسن كان قد وعدنا بها في اللحظات القليلة التي نبدي فيها غضبنا منه باتفاق جماعي نتمنى أن يشتري له أبوه كرة أحسن، سلطانة أغلى .
وذات مرة كرهنا أن نظل في الانتظار وباستمرار ...الانتظار يعذبنا ونحن صغار بدون كرة ...فتفتقت عبقرية أفقرنا في الدرب إلى اللجوء إلى "سينية عاون الفريق"واستحسنا الفكرة ونفدناها ونجحت حيث جمعنا قيمة كرة تضاهي سلطانة في الجودة والإثقان وكان بين النقود عشرة ريالات نحاسية كبيرة صفراء رماها لنا غني ميسور الحال مر بالدرب لحسن الحظ على مثن سيارة سوداء جميلة كانت تسير ببطء ولما رآنا رماها من النافذة...كانت العشرة ريال هذه نحاسية صفراء أكبر وأثقل من العشرة دراهم الحالية وأثمن منها...إ...بإمكانك أن تشتري بها ما لا تستطيع أن تشتريه العشرة دراهم الحالية وهي لا تساوي إلا نصف درهم ...ومن كانت في حوزة أبيه أو جده ،أعضاء أو مشرفي أو زوارالمنتدى فالطاساوي الغيواني مستعد لشرائها منكم بخمسين درهما...إ... كانت هي والكرة أفضل مايود الطفل بيننا أن يمتلكه...رحمك الله ،عمتي،وكانت عاقرا ، كانت تمنحني إياها كل عيد فأصبح وكأنني إمبراطور الأسرة تغمرني الفرحة وتحيط بي من كل اتجاه ...أصبح بإمكاني الآن أن أشتري كرة...إ...وماذا بعد التجربة الناجحة بعد "سينية عاون الفريق" ؟ اشترينا كرة في غياب "مول الكورة"،وكانت دهشته عظيمة لما عاد ووجدنا نلعب دون انتظاره على غير العادة وسأل أحد الأطفال المتفرجين الذي كان ينتظر حضور طفل ليشاركانا اللعب سأله من أين لنا بهذه الكرة ؟ وعلم بالأمر واغتاظ وهو يعلم في قرارة نفسه أن لا فريق الآن سيقبل ب"مول الكورة" لاعبا ضمنه...ولأول مرة لم يكن لاعبا ضمن أحد الفريقين ولأول مرة لم نشعر باستبداد ولا استعباد ...ولعبنا بكل فرح مع الأولاد... ولم نخضع للأوامر منه ومن فوق سطح "مول الكورة" فليرحل بلا رجعة... لم نهتم به وبأسرته وأوامرها... لم نهتم لا بغدائها ولا بطفلها المدلل "مول الكورة" ولا بغضباته ولا بعقابه ولا بتهديداته.لعبنا ولعبنا وكنا لا نلعب لمدة زمنية محددة وإنما نلعب على الأهداف أي مثلا نلعب إلى أن يسجل فريق منا عشرة أهداف قد تستمر المقابلة إلى مابعد آذان صلاة المغرب ولا مفر ولا هروب إلى أن يسجل الهدف العاشرونعرف آنذاك الفائز والخاسر ...و"مول الكورة" في حيرة من أمره...لقد أطاح به الأطفال فالتجأ إلى سلطة المال يوزع مشترياته بين الأطفال دون أن يسمع "آرا شويا" المعتادة ليوجدوا له مكانا ولكن الكل كان يرفض أن يلحقه بفريقه... كانت ثورة طفولية جميلة على "مول الكورة"وقراراته الجائرة وغضباته المتكررة ...واستمر الوضع عما هو عليه ...مقابلات كثيرة طويلة بدون "مول الكورة"...كان يتمنى في قرارة نفسه أن تنفجر كرتنا الجديدة يوما تحث عجلة سيارة مارة ...ولكن من أين له هذا الحظ ؟كانت تمر سيارة أو سيارتان في اليوم....إ
وذات يوم خرج "مول الكورة"من منزله ومعه كووووورة واش من كووورة ...كلها إغراء...إ... سلطانة أوروبية اسمها "هنغاريا" كان يتعمد ضربها على الأرض وكان رنينها يغري السامعين.... فكرة جهنمية قد يكون أبوه من أوحى بها إليه...مادام تاجرا ناجحا فقد التجأ إلى هذه الحيلة ،ولن تعوزه، ليخلص ولده المدلل من اكتئابه ...لم نستطع أن نكبح جماح إغرائها...كانت سلطانة بمعنى الكلمة ...فعرضنا عليه اللعب معنا بتردد ... وقبل بفرح كبير وكأنه لم يصدق...إ...نعم للمال سلطة لا تقاوم على الأطفال وحتى على الكبار "الأطفال"...إ.... ومنا من لا عشر سنتيمات معه في جيبه بل ومنا من لا جيب له ...يجري فرحا طول النهار بسروال قصير ...وعاد "مول الكورة" مرة أخرى إلى استبداده وعاداته ...عادت ريمة إلى عادتها القديمة وقبلنا الواقع الجديد القديم عن مضض ...أصبحت تحميه كرة "هنغاريا" الساحرة، يا سادة، في عصر حضوره مرتبط بحضورها وغيابه بغيابها...العب ولا تتكلم مع السائق ...ووفر له شروط الراحة حرصا على سلامتك من الإقصاء.
2ـ
ومرت الأيام والأعوام بحلوها ومرها . وجاء "مول الكورة" آخر.... وزير للشبيبة والرياضة أو رئيس للجامعة أو رئيس البرمجة أو رئيس لجنة القوانين أو رؤساء الفرق ...المهم أنه رئيس يتحكم في كرتنا قد يكون بالتعيين أو التدليس لا بالانتخابات الشفافة ...فما الفرق بين "مول الكورة" القديم و"مول الكورة" الحديث ؟فرق في المظهر ولا فرق من حيث الجوهر ...مول الكورة الحديث كذلك يستند على سلطة المال ...لا نستطيع أن نناقشه ولا أن نعارضه ...تذكرت رؤساء النوادي لما فكروا يوما في إنشاء نادي الرؤساء فخاف "مول الكورة" آنذاك على جامعته ،وحارب الفكرة فماتت قبل أن تولد، وكأن نادي الرؤساء هو "عاون الفريق"الذي أراحنا من استبداد "مول الكورة" القديم ولو لفترة . تذكرت كذلك حياة الترف و الرخاء التي كان يعيشها مول الكورة القديم لما علمت بسفر رئيس الجامعة إلى الجزائر على طائرة خاصة ...أكثر من ستين مليونا ذهبت مع الريح فقط لأن الرايس رفض أن يسافر مع المجموعة ، مع اللاعبين المحترفين والمدرب المحترف ، وإذا طلبت منه أن يحافظ على الكرة وهو يداعبها بقدمه دقيقة واحدة لن يتمكن من ذلك بل ربما لم يسبق له ذلك ...أسوأ من مول الكورة القديم الذي يسجل أحيانا حين تلطمه كرة طائشة ...لا فرق بينهم إلا في العتاقة والحداثة ..."مول الكورة " القديم كان يحرمنا من اللعب إذا عارضناه أو لم نتقبل استبداده أما الحديث فله وسائل أخرى أخطر وأكثر شراسة في حوزته ...قد يأمر بقطع إمدادنا بالماء الشروب والتيار الكهربائي. وإذا رفضنا فمصيرنا العطش والظلام...قد يحيلنا جبروته إلى خفافيش الظلام .. هو في نفس الوقت مدير وكالة الكهرباء والماء. ومن يدري قد تسند إليه مناصب أخرى يا أصدقاء..حضوره إلى مقر الجامعة نادر وإذا حضر يلزم الكل الصمت ويصبح الكل جاهلا أمام حضرة الرئيس لا يعرف أي شيء إلا التصفيق لمجرد أنه سعل ...إنها سلطة المال والنفوذ ...أما البرمجة فحدث ولا حرج ...مقابلات هامة في البطولة تحرم الكبار والصغار من التمتع بالبارصا والريال ...برمجة كلها ارتجال... يفعل فيها "مول الكورة" مايشاء حرمتنا مرة ثلاثة أسابيع طويلة بدون كرة ...ورمضان كله كرة ...منتخبنا لم يلعب وديا سنة كاملة والمنتخبات العالمية تطلب ودنا وتطرق بابنا ولا مجيب حتى اجتازتنا في الترتيب العالمي للفيفا منتخبات مغمورة ...كنا نسجل ونسجل ضدها ونملأ السبورة... ومول الكورة منع المنتخب من المقابلات الودية تنفيدا لأوامر فوقية كمول الكورة القديم كان لا يخضع إلا للأوامر الفوقية. وكان صاحبنا أثناء غياب المنتخب في كل صورة ولكنه بخلاف صاحبنا القديم لا يحمل معه "الكورة" ولم يلعب قط في ميادينها ...هذا هو وجه الاختلاف الوحيد بينهما ...القديم يلعب وإن كان لا يعرف والثاني يتفرج و يعرف...يعرف من أين تؤكل الكتف ...هذا ما قالوا لنا..ولكن أية كتف ؟ اليمنى أم اليسرى أم قراءة الكتف ؟سنتان أو أكثر ولا زلنا في نقطة تحث الصفر...لم نربح ولكننا لا زلنا نخسر...وأنا شخصيا أفضل القديم بكل سيئاته ...على الأقل تعلمنا بفضل كراته... واشتهر منا لاعبون مهرة عالميون ...ننتظر الآن ماوعدنا به مول الكورة الحديث الذي يدعي مناصروه أنه يعرف من أين تؤكل الكتف ولا زالت الكتف لم تطبخ بعد ...ننتظر الاحتراف وكم من وعود معسولة لم تتحقق في حياتنا ...لننتظر فالأيام بيننا ....أما "مالين الكورة" الآخرون... رؤساء الفرق... فاسأل اللاعبين عن سلوكاتهم وممارساتهم المشهورة ووعودهم الجوفاء الحقيرة ...اسألهم عن مستحقاتهم التي لم يتسلموها نهائيا لأنهم عارضوا الرئيس "مول الكورة"أو جاهروا بالحقيقة للإعلام... واسألهم عن الفرق بين "مول الكورة" في بداية السنة وفي آخرها ...تصور أن تتحمل "مول الكورة" كل هذه السنوات بهذه الصفات، وهو رئيس مدى الحياة، إلى أن يورثها ابنه أو صهره ، "مول الكورة"،آخر باستبداد واستعباد أكثر حداثة.
"مول الكورة" بين الأمس واليوم وجهان لعملة واحدة تجاوزها الزمن وانتهت مدة صلاحية ترويجها في الدول المتقدمة ولا زلنا نحتفظ بها براقة ينفضون الغبار عنها ويصقلونها ويدهنونها بدهون التلميع حتى يستفيد المتزلفون من معدنها العتيق... يجمع بين القديم والحديث الاستعباد والاستبداد وقهر العباد والتعيين القصري وسلطة المال وسعي البعض لمحاباتهما والتزلف إليهما والتصفيق لهما وتلميع صورتهما حتى ينالوا الرضى ويحظوا بالعطف .كلاهما يحكم قبضته اللينة بسلطة المال والجاه ...القديم على عناصر موهوبة والثاني على منتخبات مخروبة...هما شخصان ما يفرحنا منهما قليل مع تفوق للأول وما يتعسنا منهما كثير مع امتياز للثاني حتى الآن ...منذ كنا صغارا حتى اليوم ...وقد قال الشاعر الأندلسي في رثاء الأندلس :
هي الأمور كما شهدتها دول ........من سره زمن ساءته أزمان
ونقول نحن في أعمالهما ومنجزاتهما تقليدا لهذا البيت الشعري وبنفس القافية
هي الأمور كما شهدتها صبية........من سره عمل ساءته أعمال
فعلا ومنذ كنا صغارا مايسرنا منهما قليل ومايتعسنا منهما كثير...هذا تقريبا مايجمع بين "مول الكورة" القديم و"امالين الكورة" حاليا وفي كل الفئات واللجن والفرق والعصب.
مشكور على هذه المساهمة، في الواقع مول الكورة ليس موجود فقط في كرة القدم بل نجده في جميع الميادين فهو صاحب المقاولة و السياسي و الوزير و الاستاد الجامعي المغرور.
[i][b][u] الطريق مظلم وحالك فأذا لم تحترق انت وانا فمن سينير الطريق [/u][/b][/i]