القائمة
تسجيل الدخول عالم المرأة إسلام راديو منتديات أخبار
أسباب الصراعات
28 January 2015 13:17
أسباب الصراعات؟
لقد مرالعالم بظروف سياسية , واقتصادية , وفكرية متطرفة , كلها
تسيرفي الاتجاه السلبي . ذلك أن الظروف السياسية التي مربها العالم
في القرن السابق وما قبله, يتجلى غلوها في ظهورنظام استعماري
خبيث , لعنصريته وسوء استغلاله لثروات ضحاياه . فرغم أن الشعوب
المستعمرة تعاني من الفقر, فقد نهب المحتل ما يملكه المستضعـفون
من زرع , وضرع , وخيرات , الى جانب فرض الضرائب على الأرض
والآذان وغيرهما...وكان ما تنقله تلك الشعوب المتسلطة من خيرات
الى شعوبها , أوجيوشها المحاربة في جبهات أخرى , يولد نوعا من
الازدهارفي بلدانهم , بعد توصل الدول الى اتفاقات ومعاهدات وقوانين
منظمة للعلاقات الدولية , بعد الخراب الذي خلفته الحرب الكونية الأولى
والثانية . وذلك ما دفع ببعض الأشخاص المنحرفين فكريا , المبتعدين
عن الثقافة الدينية والأخلاقية , أن يبتكروا في حالة غياب الزجرالداخلي
والخارجي , فلسفات فاشلة , منحلة خلقيا , بعيدة عن الواقع , محاربة
للقيم البشرية , ناشرة لأفكارهدامة , نومت خلايا مهمة في العقل البشري ,
منها الضمير الناهي عن الشر, الزاجرعن ارتكاب الأخطاء , وساهمت
جل الدول في نشرهذه الانحرافات, لاعتقادها أنها أفكا رصحيحة, فجعلتها
في صدر موسوعات ثقافية , وضمنتها مقررات دراسية , مثل نظرية
داروين , التي تعاونت مع اتجاهات وجودية, واتجاهات في مسرح الجيب
وغيره , وجلها لا علاقة له بالخير. وكذلك شارك في تأزيم الأخلاق دعوات
نفسانيين الى إشباع الرغبات الجنسية , وأنكار الرؤى الصالحة , تأييد
الفكرالملحد...كل هذا وغيره من الاتجاهات الفكرية الخاطئة , أوجد أجيالا
لا تعرف احترام الأموات , ولا توقيرالكبار, ولا تخاف على الأوطان , ولا
تبالي أن تقتل من أجل الاستيلاء على ما بجيوب الآخرين , ولا تحترم أولي
الأمر, ولا تحافظ على استقرارالناس . وكان آخرون يصبون الزيت على
النار, بنشرصورخليعات عاريات , ضمنتها مجلات , ولعبا تداولها الشباب
بينهم , و ظهرت أسطوانات وأشرطة فيديوهات , وانتشرت أفلام سينمائية
تسيرفي نفس الاتجاه . فهي وإن كانت قصة اجتماعية أودينية , نجد أنها
تخللها مشهد متفسخ , خارج عن قانون الشرع والأخلاق الفاضلة , المحافظة
كتقبيل الممثلات ومعانقتهن , أوالجلوس بين دواليهن...وقد تكون إحداهن
متزوجة...ثم ظهرت الأنترنيت فجمعت بين الخيروالشر, ونتج عن كل هذا
ظهورمعارضات مسلحة , لاتحترم قاداتها , ولا تبالي أن تهد م قوى الأمة,
ولا أن يتشرد الناس,ولا أن يموت مواطنوهم بالآلاف , ولا أن يبيت الأطفال
خارج البيوت والثلوج تتساقط , والبرد قارص ... كماظهرفي أوطان مختلفة
ناس لا يحترمون المقدسات , فتهكمواورسموا رسوما كاريكاتورية لأنبياء
كرام , ولم يحترمواربهم الذي خلقهم ورزقهم , فابتكروا له كذلك رسوما
كاريكاتورية. وهكذا تخلي بعض الناس عن تربية أولادهم تربية دينية ,
وأخلاقية فاضلتين , مميزتين بين الخيروالشر, لهما رؤية بعيدة تفكرفي
العواقب , والمصيرالدنيوي والأخروي .. فحصل ما نراه من أوضاع مخربة ,
تعبث باقتصاد وراحة الشعوب , كما يخطط ضعاف الإيمان , ممن يغريهم
المستعمربمال أوجاه...فيشعلون الفتن , ويخربون الأخلاق والديا ر...
ومن مخلفات الأفكارالاستعمارية الهدامة , التي لعبت بأفكارالناس في الشرق
والغرب على حد سواء, ترويجهم لأفكارعرقية , زرعت في أعما ق الناس
الشعوربعـنصرية مفرقة بين المواطنين والشعوب , مثل السامية , والبربرية ,
والآرية... ومن غفلة الناس أن الحيلة تنطلي عليهم بمجرد صدورمثل هذه
الخرافات البغيضة , لأن وراءها ناسا وظفوا للقيام بالترويج لها . فبدل أن
ينتمي الناس الى الأب الجامع بينهم , وهوسيدنا آد م عليه السلام يجعـلونها
شيعا ,فيقولون هذا سامي وذاك حامي ... فلوكانت النوايا حسنة لانتموا الى
الأب الأدنى على الأقل . فإذا أرادوا الانتماء الى السامية أوالحامية أوالآرية ...
انتسبوا الى أب الساميين والحاميين , وهوسيدنا نوح عليه السلام ... فمن
الحمق أن ينتموا وهم في القرن الواحد والعشرين الى أب مرعلى وجوده نحو
الخمسة آلاف سنة, ولا ينتمون الى أبيه الذي لم يكن بينه وبينه أحد . فـنوح
عليه السلام أب حام وسام , وهو أشرف منهما فلماذا لا يقولون نحن نوحيون
بدل أن يقولوا:نحن ساميون أوحاميون ؟ فنحن جميعا نوحيون , فلا يقولن
أحد هذا سامي , وهذاحامي , وهذا آري , وهذا بربري , وهذا عربي ....إن
هذا يرجع الى قصرالنظر, وحب استغلال ضعاف العقول...فلا بد من توعية
وتربية يصلحان ما أفسد التخطيط الاستعماري . الذي أعانه بعض المجرمين
بابتكارمخدرات مختلفة الخطورة , ما بين مهلوس ومهوس ومفلس , تدفع
فا سدي التربية الى الجريمة دون تفكيرفي العواقب , فيصبحون في السجن
أوفي الجحيم . أوفيهما معا .
والخلاصة أن المجتمعات لا تصلح إلا بزوال ما أفسدها , من فلسفات ملحدة ,
ومسارح منحلة خلقيا , ومخد رات عابثة بالأفكار, والرجوع الى بناء أفكا ر
صالحة مصلحة , تحترم المقدسات , وتبتعد عن العبث والسخرية والجريمة..
لأن السفهاء يصطادون لأنفسهم وشعوبهم الشروالدمار....ويكون مصيرهم
الى النارأحيانا.
عبداللطيف سراج الدين
 
انظم ليابلادي على فايسبوك