أسباب تجليات انور: إن حقائق الوجود تكمن في إيمان أو اجتهاد أو حسن استعمال للعقل , وهي آليات الوصول الى الحقيقة , بالنسبة للمختبرالبشري داخل الذات.ولقد ضل وأضل من اعتقد أن الظن وحده يجدي في عالم اكتشا ف خبايا الوجود . أما الإيمان فينقسم الى قسمين : إيمان بإخبارمن ثبت عند الناس كمال خلقه , وجمال سلوكه , وبعده عن أماكن الا تهام , وغيرذلك من صفات الإنسان الفاضل , الى جانب مؤيدات إلهية كالأمرالخارق , ونزول الملك , وقد تكون المؤيدات كرامة كما تكون معجزة . والذي يهمنا هنا هوالمعجزة , لأنها حجة الأنبياء والمرسلين . وعـندما تحققت هذه الصفات فيمن سبق من الرسل عليهم السلام , تسابق العقلاء للإيمان بنبوا تهم ورسالاتهم . وكان من هذا النوع المبارك ما يزيد عن الثلاثمائة نبي ومرسل , عليهم الصلاة والسلام ,كلهم أسس لمجتمع فاضل , بوحي إلهي مقدس ,وكان أولهم سيدنا آدم , وآخرهم سيدنا محمد صلى الله تعالى عليهم وسلم . والعجب أن يتخلى الجهال عن تعاليمهم , ويصدقون ناسا لا خلاق لهم ولا عقل يعول عليه , - أعني – الفلاسفة الملحدين , الذين كان منهم الوجودي الشاذ , الذي كان ينظرالى المرأة ويستعمل العادة السرية . ومنهم الذي كان يستمني على مرأى من السابلة في العهد اليوناني القديم , حسب رواية " النهيري " في كتاب " المتمرد"... وهذا لا يصد رإلا عن ناس تخلواعن المنهج الرباني الحكيم . ففقدوا الوازع الد يني الملهم , والتربية السليمة . ونتيجة لتربيتهم الفاشلة , نجد اليوم أتباعهم يجاهرون بسحاقهم ومثليتهم , وتزاوجهم بالحيوانات ...ناسين وقوفهم بين يدي الباري تعالى , يوم تفتح جهنم في وجه الخارجين عن منهج السلف الصالح . ولقد شهد قوم سيدنا محمد له بالصدق والأمانة وهو بينهم , وعند ملك الحبشة رضي الله تالى عنهم جميعا , وعند قيصرالروم...وما كاد يجهربنبوته , حتى تسابق الناس الى دينه الكريم , وتخلوا بسهولة عن دياناتهم الفاسدة , لأنه الى جانب صدقه وأمانته , جاءهم بكلام عرفوا أن البشرلا يحسنون التكلم بمثله , لا في الأسلوب والطريقة , ولا في نوع الخبر, ( ناتي الأرض ننقصها من أطرافها )... ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار, فإذا هم مظلمون , والشمس تجري لمستقرلها , ذلك تقديرالعزيزالعليم , والقمرقدرتاه منازل حتى عاد كالعرجون القديم , لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر, ولا الليل سابق النهار , وكل في فلك يسبحون )...فهذا كلام مفيد جدا , خاصة في زمن لا علم لهم بدوران المجموعة الشمسية , إما حول نفسها أو حول الشمس...هذا الى جانب الأخلاق الفاضلة ... الجانب الثاني من الإيمان هو الإيمان بالغيب , الذي أخبر به المرسلون عليهم السلام ...مع استعمال العقل , للتمييزبين الحق والباطل , والخيروالشر, وماهو نافع وما فيه ضرر...فالدعوة الى الرب الخالق , الأحد , القادر, الرازق..شيء معقول ,والإخباربأن من خالف أمرالله تعالى عوقب شيء مقبول , وواجب ديني وإنساني , فلماذا لا نؤمن بالغيب إذا كان عدم الإيمان بابا من أبواب النار؟ فطريق الأنبياء نجاة , وطريق غيرهم هسارة كبيرة يوم الدين ... أما استعمال المنطق , أوطرق استخدام العقل وحده في البلوغ الى الحقيقة , فبحث غير تام الآليات , لأن المنطق بالطريقة اليونانية يعطي نتائج متضادة , متناقضة , فأنا أبرهن على أن الله تعالى موجود , والملحد يستخدم نفس الطريقة المنطقية , لينفي وجود الله تعالى ..فيهلك ويهلك أتباعه ... بقيت مكملات الإيمان , وهي كامنة في التطبيق , البعيد عن الشك في الخبرالإلهي , والطريقة البدعية , كترك الزواج والعمل كما كان يفعل بعض صوفية الماضي .... فمن أدى الفرائض الخمس , واجتهد في العبادة ليلا ونهارا, تكشفت له الحقائق , ورأى الأنبياء عليهم السلام , وأخبربأسرارتتحقق أمام عينيه , واستجيب دعاؤه... وهذا هوالفرق بين العابد وغيره . وقد يقول بعضهم : لماذا لا أ رى الأسرار التي يزعم البعض أنه يراها ؟ فنقول له : وهل آمنت كما يجب ؟ وهل قمت الليل ؟ وهل صليت الفجر؟ وهل صمت رمضان الذي يميز بين المنافق وغير؟ وهل صليت الواجبات ؟ كيف تريد أن ترى الله تعالى العظيم ’ الطاهرالذي لا يراه إلا طاهر ؟ وكيف تريد أن ترى رسله عليهم السلام الذين يتمتع برؤيتهم كثير من الصالحين يوميا أو كل أسبوع...؟ وكيف تريد أن تتلقى الأسرار التي يستانس بها الأهيار يوميا ؟ أما قال الشاعر: كن جميلا ترالوجود جميلا ؟ عبداللطيف سراج الدين