القائمة
تسجيل الدخول عالم المرأة إسلام راديو منتديات أخبار
"الشماخ", رجل ماهر في الكذب و الإحتيال
k
12 June 2009 16:43
الكاتب: بركات أوهاب
21/05/2007
[alfawanis.com]


الحلقة الأولى : المولى إدريس الأكبر من الثورة إلى الوفاة

لابد لنا قبل التطرق إلى هذه الشخصية أو أي شخصية من الشخصيات التي سأتطرق لها في بحثي هذا من التعريف بهم و تقديهم للقارئ .

فمن هو المولى إدريس الأكبر ؟

إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول و هو في نفس الوقت مؤسس أول دولة إسلامية بالمغرب مستقلة عن الخلافة العباسية .

و سأتطرق في هذه الحلقة إلى الدور الذي لعبه في الثورة ضد العباسيين سواء الثورة الأولى أو الثانية و كيف لجأ إلى المغرب و عن المراحل التي قطعها من أجل تأسيس الدولة الأدارسة إلى غاية وفاته .

نشأ بين العلويين و العباسيين صراع كبير حيث إعتبر العلويين أن العباسيين ليسوا إلا مغتصبين للحكم و أنهم هم الأولى بأمر الأمة بحكم الأسبقية و قربهم من الإمام علي كرم الله وجهه فصار بينهم صراع كبير و بدأ أحفاد الإمام علي في تحين الفرص للإنقضاض و الثورة على العباسيين .

فكان أول من تزعم الثورة هو محمد بن عبد الله بن الحسن و المدعو " النفس الزكية " إذ أشعل الثورة في المدينة لكن سيف أبا جعفر كان الأسبق لعنقه فقضى على هذه الثورة في مهدها و كان هذا سنة 145 هجرية و في مدينة البصرة إشتعلت ثورة أخرى قادها أخوه إبراهيم في نفس السنة و كانت هذه الثورة موازية للتي إشتعلت في المدينة على يدي النفس الزكية فكان مصيرها هي الأخرى مثل الأولى و قد كان هدف محمد النفس الزكية تبليغ دعوته إلى مختلف أقطار العالم الإسلامي أنذاك لكسب المزيد من المريدين و هو الشيء الذي جعله من أجله يرسل أخوه المولى إدريس الأكبر فقام بهذا الدور على أكمل وجه .

و بعد 24 سنة بالضبط ستشتعل ثورة أخرى بمكة في مكان يدعى " فخ " نتجت عنها أن أزهقت عدد كبير من دماء العلويين و كانت هذه المرة بسيف الخليفة الهادي بن المهدي أما هذه الثورة فكان زعيمها هو الحسين بن علي بن الحسن المثلث ولكن المولى إدريس نجا بأعجوبة فبدأ يفكر في مكان يلجأ إليه من بطش العباسيين .

فإلتجأ إلى المغرب صحبة مولاه راشد عاقدا العزم على الإنتقام من العباسيين و القضاء على دولتهم و حينما وصل المولى إدريس إلى المغرب نزل بمدينة طنجة فبدأ يجس نبض السكـــان و الإطلاع على أحوالهم فبدأ في تنفيذ مخطاطاته و على رأسها إقامة دولة مستقلة عن الدولة العباسية و كان أول شيء قام به هو أن إتصل برؤساء القبائل و ماهي إلا مدة قصيرة حتى أدت هذه الإتصالات مفعولها فلبت القبائل البربرية الدعوة و إلتفت حول المولى إدريس فكان هذا أول إستقلال سياسي للمغرب عن الدولة العباسية و حصل إتفاق بين المولى إدريس و زعيم قبيلة أوربة إحدى القبائل البربرية و تحول المولى إدريس إلى مدينة وليلي حيث تمت بيعته يوم 4 رمضان 172 الموافق ل 6 فبراير 789 و نظرا لكون القبائل في هذا الوقت كانت أكثر ساكنة من المدن نتج عنه أن شكلت العصبية تأثيرا خطيرا خصوصا على المستوى السياسي .

و ما إن بويع المولى إدريس حتى كون جيشا نظاميا مكونا من أبناء القبائل التي إمتدت إليها أطراف هذه الدولة الفتية ( زناتة ، أوربة و صنهاحة ) فإستولى بعد ذلك على شالة ثم تامسنا ثم عاد إلى وليلي في أواخر ذي الحجة سنة 172 هـ ثم خرج سنة 173 هـ لمواصلة نشر الإسلام في الجبال و الحصون المنيعة ( مديونة ، بهلولة ، غياثة و الأطلس المتوسط ) و عاد من حملته العسكرية الأخيرة هذه سنة 173 هـ و في رجب من هذه السنة إتجه صوب الجهة الشرقية من المغرب الأفصى فوصل إلى تلمسان فقدم إليه أميرها محمد بن خزر البيعة للمولى إدريس .

و بهذا يكون المولى إدريس الأكبر قد حقق عدة إنتصارات و في مدة وجيزة من توليه الحكم غير أن هذه النتائج الإيجابية ساهمت في إيقاظ مخاوف هارون الرشيد بعد تحقق أن المولى إدريس متجها في فتوحاته العسكرية في الطريق إلى الشرق فبدأ يفكر جليا في طريقة للتخلص من هذا العدو الجديد . خاصة بعد أن رأى صعوبة توجيه جيش من العراق للقضاء على هذه المملكة الفتية بعد ذلك لاحظ أنه لا يستطيع الإعتماد على جيش إفريقية ( تونس حاليا ) فقرر اللجوء إلى الإغتيال مستعينا برجل ماهر في الكذب و الإحتيال يدعى سليمان بن جرير و يلقب ب "الشماخ" وبواسطة الدعم الذي قدمه له هارون الرشيد و مساعدة والى إفريفية إبراهيم بن الأغلب تمكن هذا الماكر من الدخول إلى المغرب فتمكن هذا "الشماخ" من إغتيال المولى إدريس عن طريق السم سنة 177 هـ 793 مـ .

 
انظم ليابلادي على فايسبوك