جولة في الإنجيل : إن الإنجيل لا يخلو من فائدة , خاصة في ميدان التاريخ , والتاريخ مادة قد تعيننا على فهم بعض الأحداث , كسبق السيد "برنابا " بولس الى دين النصارى , وكونه رافق نبي الله سيدنا عيسى عليه السلام , مما يثبت أنه من الرسل , بل إنه مسرح داخل الإ نجيل بأنه منهم ,وإن أنكررسوليته الكنسيون الجدد . خوفا من الاعتراف بإنجيله .فقد جاء في :" سفر أعمال الرسل 4 : 36ويوسف الذي يدعى من الرسل "برنابا " , الذي يترجم ابن الوعظ , وهولاوي قبرسي الجنس...فمن أنكررسوليته فهوغيرمطلع على هذا النص , أوأنه يتناقض معه , أو ينكره... ولقد زاده فخرااتصافه بابن الوعظ . أما "بولس" فقد كان يحارب النصارى في الوقت الذي كان فيه " برنابا" رسولا , مقبولا
عندالجميع , حتى عند روح القدس عليه السلام . ومن الأدلة على
أنه من الرسل ما جاء في : 7) سفر أعمال الرسل 13: 1وكان في
أنطاكية في الكنيسة , هناك أنبياء ومعلمون : " برنابا " و"سمعان "
الذي يدعى نيجر, و"ولوكيوس " , ومناين... بل إنه كان مقدما على
غيره من الرسل عند روح القدس عليه السلام , فقد جاء في : 8) سفر
أعمال الرسل 13: 2وبينما هم يخدمون الرب ويصومون , قال الروح
القدس : أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه ....فهذا
اختيار مشرف , ودليل على صدقه وثبات قدمه في الصلاح والإخلاص ,
وبعده عن الإشراك بالله تعالى , وادعاء الإبن له , لأن روح القدس
عليه السلام , لايختارمشركا ولا منافقا...في هذا الوقت كان "بولس"
لم يظهر بعد على الساحة , ولعله كان مولودا ولكنه كان طفلا صغيرا,
وبعد أن كبروأصبح من اليهود المتعصبين لدينهم , الكارهين للنصارى
ومعتقدهم الجديد , الذي بدأ ينتشربين الناس , فضل "بولس" بعد
أن رفع السيد المسيح عليه السلام الى السماء , أن يقاتل النصارى
قتالا مدمرا, وأثبت ذلك في رسالته الى أهل "غلاطية" قائلا :" 11
إذن فما بشر به مقلق جدا, فهو حالم , ومؤله للبشر, ومدع للنبوة بتلقيه الوحي من الله مباشرة كما جاء في موقع آخر. لهذا انزعج صديقه برنابا , الذي رافقه مدة , ثم أعلن عليه حربا بعد أن تبين له أنه يفسد دين السيد المسيح بمثل هذه الأقوال , نجد أسبابها والتصريح بها في مقدمة إنجيل "برنابا" , ولعل بداية هذه الحرب هي المشار إليها في الإنجيل:" 23) سفر أعمال الرسل 15: 39 القائل :"فحصل بينهما مشاجرة , حتى فا رق أحدهما الآخر.وبرنابا أخذ "مرقس" وسافرفي البحرالى قبرس. " ولعله أخذه معه لأنه ابن أخته ...وكان "بولس "يسمى كذلك شاول وفي الإنجيل: وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا فامتلأ من روح القدس...." وبعد أن أثبتنا أن ما بشربه "بولس" لم يأخذه عن إ نسان , بمعنى أنه ابتكره من عنده , نرجع لأنجيل "لوقا",فهوكذلك ليس وحيا من الله تعالى بكامله , وإنما هورسائل كان يبعث بها الى صديق له , كما جاء في مقدمة إنجيله ففي الإصحاح الأول:"1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُثَاوُفِيلُسُ، 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. 5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُ سَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ , وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. 7وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِرًا. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا...."فهذا كلام مؤرخ لا كلام رسول , وإن رسائل الأحباب لا تدخل في مجال الوحي , وهذا هوالواقع . تشريعات لا يقبلها الله تعالى : ولا تكون من وحيه أبدا , فقد جاء في الإنجيل:" 9) سفر الخروج 21: 28
"وإذا نطح ثوررجلا , أوامرأة فمات , يرجم الثورولا يؤكل لحمه .... فالثوربهيمة بريئة لاتعي ما تعمل , وإنما تدافع عن نفسها في الغالب , والأخطرمن هذا قولهم في الإنجيل:" 13) سفر اللاويين 20: 27"وإذا كان في رجل أو امرأة جان , أوتابعة , فإنه يقتل بالحجارة يرجمونه , د مه عليه..." ولاشك أن من أصيب بالجنون مريض له أجرالتحمل والإصابة , فالله تعالى يكرمه بدل أن يرجمه , لأنه لا يد له في الإصابة غالبا ... وإذا رجعنا الى إنجيل برنابا , نجده بعيدا عن الشرك , ومبشرا بمجيء سيدنا محمد عليه السلام , وداعيا الى الإيمان به , ومنكرا عن بولس ادعاءه الولد لله تعالى ....ولعل هذاهوالسب الذي من أجله رفض الكنسيون إنجيله , ولم يعترفوا بكونه من الرسول , رغم النصوص الإنجيلية المثبتة لرسوليته كما تقدم . والحق أنه إنجيل يعجب علماء المسلمين أكثرمن الأناجيل الأخرى, وإن في أناجيلهم ما يثبت صدقه , كرفض السيد المسيح عليه السلام قول من قال له أنت ابن الله ...فقال أنت قلت...يعني لم أقل أنا.....كما نجد في الإنجيل 99 موضعا ذكر فيها ابن الإنسان , ومن أقوال السيد المسيح النافية للولد عن لله تعالى ما جاء في :" 98) سفر أعمال الرسل 7: 56القائل: "فقال ها أنا أنظرالسماوات مفتوحة , وابن الإنسان قائما عن يمين الله "
فهذا السيد المسيح عليه السلام يقر بأنه ابن الإنسان , فليتق الله من يشرك بالله قبل فوات الأوان . عبداللطيف سراج الدين