إن الفترة الممتدة بين سنة 1926_1972 شهدة تحولات عميقة في بنية الحركات الوطنية بحيث انتقلت من مجرد المطالبة بإصلاحات خجولة إلى المطالبة بالإستقلال التام، وفي هذه الفترة أيضا ستطرأ مجموعة من التحولات على المستوى الجهوي والدولي، أهمها تأسيس منظمة الأمم المتحدة ومخلفات الحرب العالمية الثانية التي أفرزت وضعا عالميا جديدا لم تكن البلدان المغاربية في منأى عن تغيراته، إضافة إلى تأسيس جامعة الدول العربية سنة 1945 والتي حاول مجموعة من المناضلين الموجودين بالمشرق توظيفها كورقة للتعريف بالقضية المغربية، كلها عوامل ساهمت في تزايد الوعي القومي والإحساس بأهمية تنسيق النضال لدى زعماء الحركات الوطنية مما جعل العمل المشترك أمرا ملموسا ومستندا على أسس واعية وعقلية، وليس فقط مدفوعا بالعاطفة والواجب، هذا التصور سيتأكد خلال هذه الفترة بظهور مجموعة من الهيئات واللجان المشتركة، وانعقاد مجموعة من المؤتمرات، وبناءا على هدا سوف نعتمد على تقسيم منهجي لهذا المسار الزمني يحترم خصوصية كل فترة من أجل تسهيل عملية تناول الموضوع عامة بشكل دقيق ومتناسق.