واجب الاستئذان : لقد خلق الله تعالى الكون لحكمة , وخلق الجن والإنس للعبادة , وأخذ الشيطان اللعين مكانه بين المكلفين لحكمة إلهية , معاكسة لإرادة الشيطان اللعين , وجعل تعالى المال والبنين زينة الحياة , وجعل الآباء دفاعا عن الصغار, وحماية لهم من الأشرارالفجار, لهذا اختار أصحاب زواج المتعة المحرمة ضحاياهم من الأيتام القاصرات ...ولقد اعترف الإسلام للآباء بمعروفهم , فحث الأولاد على طاعتهم , والدعاء لهم , واستشارتهم في الأمور التي لا يحسنها الصغار, والكبار الذين لا خبرة لهم ,كما نجد في قول الله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه , وبالوالدين إحسانا , إما يبلغن عندك الكبر, أحدهما أو كلاهما , فلا تقل لهما أف , ولا تنهرهما , وقل لهما قولا كريما , واخفض لهما جناح الذل من الرحمة , وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا..." فجعل الله تعالى طاعتهما مقرونة بطاعته سبحانه , فيما لا يغضبه عزوجل...واشترط تعالى ستة شروط على الولد ليكون بارا بهما برورا تاما أولهما : 1 أن يحسن إليهما , 2 ألا يقل لهما قولا مكروها ولومجرد أف , 3 ألا ينهرهما أويمنعهما من التدخل في الكلام وإبداء النصيحة والرأي 4 أن يكلمهما بأ د ب ولطف , وبكلام جميل لين بعيد عن الجفاء والغلظة 5 كما أمرالولد والبنت معا بخفض الجناح لهما , بمعنى أن يتواضعا لهما , وأن يكونا رحيمين بهما في المخاطبة , والمعاملة , والنصح ... 6 فإذا لم يبق في وسعهما إضافة برلهما وبهما , توجها الى الله تعالى بالدعاء لهما , ليسعدهما الله تعالى في الدارين , وفاء لهما بحقهما العظيم . ولقد جاء شاب من اليمن يستأذن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الجهاد معه فقال له : أحى والداك ؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد" رواه البخارى والنسائى وأبو داود والترمذى وصححه , رضي الله تعالى عنهم جميعا . وفي رواية :" قال: «فارجع إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما». أخرجه أبو داود رضي الله تعالى عنه . لهذا على شباب الأمة الإسلامية , أن يعرفوا متى يحل لهم الجهاد , ومتى يمنع عنهم , ومع من ينبغي أن يجاهد وا, وكيف يجاهد ون , وما هوالجهاد ؟ هل هوتبليغ الرسالة ؟ أم أنهقتل الآخر ؟ ومتى يقتل الكافرين ؟ ومتى يحرم عليه القتل ؟ لأن الله تعالى رحيم بعباده كلهم , لهذا أرسل إليهم الرسل عليهم الصلاة والسلام , وقال لنبي الإسلا عليه السلام : " وجادلهم بالتي هي أحسن ". ليمكن من إقناعهم , ولئلا يحق عليهم عذاب الله تعالى بعدم الإيمان به . وربما نجد جهادا أفضل من جهاد بالنسبة للأولاد الذين لا يزال آباؤهم أحياء , وهم في أشد الحاجة إليهم . ذلك أن الجهاد أنواع , منه جهاد النفس لتربيتها على الخلق النبيل ومحبة خلق الله تعالى , والإحسان إليهم , فقد أخبرنا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم , أن بغيا دخلت الجنة بسبب كلب عطشان سقته ماء , وقال صلى الله تعالى عليه وسلم : في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها:" ما من امرئ يحيي أرضا فيشرب منها كبد حرى ,أَوْ يُصِيبُ مِنْهَا عَافِيَة ,إِلاَّ كَتَبَ الله لَهُ بِهَا أَجْراً." فحتى الحيوان يحب الله تعالى ورسوله عليه السلام أن يرحم . وفي الحديث الشريف :" إن أشكرالناس لله تبارك وتعالى أشكرهم للناس" وفي حديث آخر: أنفعهم للناس...وعندما قال تعالى :" كنتم خيرأمة أخرجت للناس : تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , وتومنون بالله ..." لم يقل عزوجل : وتقتلونهم . وبما أن الآباء أكثر تجربة , وأوسع حلما وعلما , فلا بد من استشارتهما , وطاعتهما ما داما على حق . عبداللطيف سراج الدين