القائمة
تسجيل الدخول عالم المرأة إسلام راديو منتديات أخبار
بعض الإعجازفي القرآن الكريم
25 April 2015 18:59
بعض الإعجازفي القرآن الكريم :
إن القرآن الكريم كما قال رسول الله , صلى الله تعالى عليه وسلم : " لا
تنقضي عجائبه "...فمن اقتدى به اهتدى , ومن تمسك به نجا , ومن خالفه
ضل وشقي ... نزل بلغة كان الناطقون بها فرسان بيانها , شعرا ونثرا, لا
تخفى عليهم أسرارها , لا تستعصي عليهم صورمجازها , ولاحقيقة بيانها,
فهم خطباء مفوهون , وشعراء مفحمون , لهذا عندما استمعوا الى تالي آي
الكتاب الكريم , تفاجأوا بصوت عذب , وتصويرشديد الدقة , وكلام يختلف عن
كلامهم , فهو متصل الحلقات , واضح المعاني , مشرق الأنوار, رائع الأفكار..
وليس كتعابيرالكهان المتقطعة , المليئة بالألغاز, الغامضة المبنى , والمحدودة
المعنى . ولا كخطب العرب المفتخرة بالأ نساب , والمعلية من شأن القبيلة ,
والميالة نحوعصبية مدمرة , تعتمد على أخذ الثأرونصرة القريب...ووجدوه
كذلك يختلف عن أساليب الشعر, المحدود الأغراض , والمعتمد على أوزان
لا يحيد عنها إلا من لا يعتد بشعره آنذاك , يختلف عنه لأن الشعرإما وقفة على
أطلال حبيب , أو وصف معشوقة لا يعدوجمالها , أن يكون ذا شعروعينين
أسودين , وبشرة بيضاء ناعمة ...وقد يكون غرضه وصف خمرة ذات صفات
محدودة , أو يكون الغرض أو الموضوع الشعري فخرا, وتمجيدا للسيف والقنا ..
لهذا أنصتواجيدا عنما تليت عليهم آيات التنزيل الحكيم , وتساء لوا : ماذا نسمع ؟
في أي تصنيف نضع هذا الخبر السار, ومن أي أسليب العربية هو؟ إنه فتح بياني
لا مثيل له , ولاشك أن لهذا الكلام الرائع شأنا عظيما . كذلك لاحظنا أن كلام نبي
الإسلام مفحم جذاب , يتضمن تجديدا في اللغة , وتسديدا في الرأي , وتمجيدا
للرب , ونهجا غير مسبوق في الدعوة ...ومع ذلك لا يشبه كلامه المبارك هذا
الكلام المنزل . لهذابادرمن كان ذا رأي صائب , و وازع من ضميرمتيقظ ,
وإنصاف شجاع ...الى القول : أشهد أن هذا ليس كلام بشر, وأشهد أن محممدا
رسول رب العالمين ..وتزايد عدد المسلمين , لنهم وجدوا أن للتوحيد حلاوة ,
يقبلها العقل السليم من العادات الموروثة , وسخروا من أنفسهم التي كانت
تسجد للأصنام , خاصة من كان يصنع تمثالا من الحلوى ويسجد له , وإذا جاع
أكله .. كما لام نفسه من كان يدعي لله تعالى الولد والصاحبة , ووجدوا أن
ذلك لا يقبله العقل السليم ...كما آمنوا بملائكة الله تعالى , وكتبه ورسله كلهم ,
عليه الصلاة والسلام , وعلموا أن يوم البعث آت لا ريب فيه , وأن الجنة والنار
حق....فنزل قول الله تعالى :" إذا جاء نصرالله والفتح , ورأيت الناس يدخلون
في دين الله أفواجا , فسبح بحمد ربك , واستغفره , إنه كان توابا...."وهوتوجيه
إلهي عظيم , يبن لرسوله الكريم عليه السلام , أن النصرالذي أحرزه أت من عند
الله تعالى , فهوالذي زين الإيمان للمؤمنين , وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان,
وجعل الناس يقبلون على الإسلام إقبالا كاملا, فوجب حمده تعالى على هذه النعمة
العظيمة , كما وجه الله تعالى رسوله الكريم , الى شغل جزء من وقته باستغفار الله
تعالى , وهوإشعا روتذكيرللنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ببشريته , فمنهج الدعوة
ناجح , والغرض منها تحقق , إذن فما عليك وعلى أصحابك يا محمد , إلا الانشغال
بعبادة من تدعون إليه . وهذا مما جد في بيان القرآن الكريم , فهو كله مبني على
توحيد الله تعالى , وإخلاص العمل لوجهه الكريم ...
بعض ما ما جد في القرآن الكريم :
أشار النبي صلى الله تعالى عليه وسلم , الى أن القرآن الكريم فيه أسرار, لا يعـلمها
إلا الله تعالى وهوالقائل جل جلاله : " وما يعلم تأويله إلا الله , والراسخون في العلم يقولون :
آمنا به , كل من عند ربنا , وما يذكر إلا أولوالألباب " . نفهم من هذا الإخبار الكريم ,
أن كلما تقدم العلم وتطور, اكتشف الباحثون إشارات جديدة في القرىن الكريم , كدليل
على سمو مرتبته , وعلوشأنه , وما يبقى من أسراريكون أكبر, لانفراد الله تعالى بكل
ما في القرآن الكريم من الأسرار وحده جل شأنه . ولقد تنبه بعض الصحابة رضي الله
تعالى عنهم الى هذا , فقال: هذه الآية فيها إخباربغيب يتعلق بالأجيال المقبلة....و تتبع
بعض الشيوخ رضي الله تعالى عنهم , ما جد في القرآن الكريم , وما به من إعجازعلمي
حسب قدرات العصر الذي يعيشون فيه , وحسب مستجداته , فقا ل الشيخ :
"عبدالفتاح طباره" في كتاب : " روح الدين الإسلامي ": من خصائصه
المتميزة – يعني القرآن الكريم - : التصوير الفني ..وضرب الأمثال , والتكرار
المفيد , والإيقاع الموسيقي , واشتماله على أنباء غيبية ...قال الله تعالى :
" هوالقاد رعلى أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم , أو من تحت أرجلكم , أو
يلبسكم شيعا , ويذ يق بعضكم بأس بعض ". الأنعام 65 .
والخلاصة أن هذه الآية الكريمة بها أمورغيبية , فالله تعالى قادرعلى أن
يخسف الأرض بالناس , وقاد رعلى أن ينزل عليهم سقوف دورهم , أوحجارة
من السماء , كما فعل تعالى بأصحاب الفيل وغيرهم , وهذا ما تشير إليه الآية
الكريمة , كما يمكن أن تنطبق على العصرالحديث , فيكون العذاب الآتي من
فوق , هو قصف الطائرات , والمتفجرمن تحت الأرجل يشيرالى المتفجرات
المدفونة , التي ظهرت في العصر الحديث ..."أويلبسكم شيعا , ويذيق بعضكم
بأس بعض"...وهذا ما نراه اليوم في دول مفتونة, يقتل بعضها بعضا , وقال
الله تعالى :" أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها.."الرعد41 .
فشكل الأرض لم يكن معروفا زمن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم , وقد
أخبر الله تعالى أن الأرض غير تامة الاستدارة , في قوله الكريم :" أنا نأتي
الأرض ننقصها من أطرافها ". ويقال اليوم بأنها على شكل بيضة , أوعلى شكل
برتقالة والله تعالى أعلم ...كما أثبت القرآن الكريم , أن الكواب والنجوم سابحات
في الوجود , وهوإثبات لدوران الأرض في زمن لم يكن معروفا فيه ذلك , ولقد
مرت قرون على نزول القرآن الكريم , وعندما قال بعض الغربيين : إ ن الأرض
تدورأعدموه...لأن القول الذي كان سائدا , هو أن السماء قبة زرقاء , والأرض
متصلة بها ...وهذا يرفضه القرآن الكريم من قبل الاكتشافات الحديثة , قال الله
تعالى :"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار, فإذا هم مظلمون , والشمس تجري
لمستقر لها , ذلك تقدير العزيز العليم , والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون
القديم , لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر, ولا الليل سابق النهار , وكل في
فلك يسبحون " ... هذا الوصف والإخبار العظيمان , لم يكن العرب يسمعون
مثله , لهذا بهرهم بيانه , وأفحمهم إعجازموضوعه , الذي تناول أمرا كان لا
يخطرعلى بال بشرمن العرب العاديين . ومن آيات القرآن الكريم الجديدة في
مدلولها , وتركيبها , وإعجازها العلمي , قول الله تعالى:" ألم ترأن الله يزجي
سحابا , ثم يؤلف بينه , ثم يجعله ركاما , فترى الود ق يخرج من خلاله "...
النور43 . هذا مثل السابق في جدة الموضوع , فهو بيان كريم يبين لنا كيف
يتكون السحاب , وكيف يهطل المطر ...فالعرب تحولوا من سماع موضوعات
الخطابة وسجع الكهان وأشعار المجان , الى سماع قرآن عظيم يشرح الوجود ,
ويبن دور كل موجود , ويوضع الغاية من خلق الإنسان , وأنه إن حاد عن
الفلك الذي ينبغي أن يدور فيه زل , وهذا أمرعجيب , ومستجد لافت , قال الله
تعالى :" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام , ومن يرد أن يضله
يجعل صدره ضيقا , حرجا , كأنما يصعد في السماء". الأنعام 125 .
يصعد في السماء , ماذا يعني هذا التعبير العظيم , نحن لم نطر بعد الى السماء ,
نحن في عصر جاهلية ... هكذا كان يتردد في خلد بعضهم مثل هذه الأسئلة ,
التي لم يجب عنها إلا عصر اكتشف وجود الأكسجين , وقلة وجود في أعالي
الوجود , فلا بد للطيار من تزود به , وإلا غاب عن الوجود , وضاق صدره ,
وكاد ينخنق ... إن هذا من الأخبار التي لا يعرفها إلا من عاش في عصر علمي
رائع , خبرالوجود , وسافرالى المريخ , فلا يسع المستنع إلا أن يشهد أن هذا
كلام الله تعالى , وأن محمدا رسول الله تعالى , صلى الله تعالى عليه وسلم . ولقد
توسع السيد طبارة في هذا الموضوع الشيق , فعليك بكتاب "روح الدين
الإسلامي " , إنه مفيد وخيرأنيس . ولقد اكتشفت في القرآن الكريم منقبة رائعة ,
فيها دلالة قوية على أن القرآن الكريم من أسرارالوجود , ذلك هوالخبر الذي
أتحفنا الله تعالى به , وهوجل وعزيتكلم عن رحلة ذي القرنين الفتحية , وأنه
عرف خلالها عينا حميئة عندما بلغ المغرب , وهي المعروفة اليوم
بحمة " مولاي اعقوب " الساخنة , والتي يقصدها الناس للشفاء
من الأمراض الجلدية المتعفنة , قال تعالى :"حتى إذا بلغ مغرب
الشمس , وجدها تغرب في عين حميئة , ووجد عندها قوما ..." ولعل
هذا القوم ممن قصدها للاستشفاء , والله تعالى أعلم . على كل حال ,
فإن القرآن الكريم كلام إلهي عظيم , لم يلحقه تحريف ولا تزوير ,
لشدة المراقبة , وكمال الحراسة , والإعانة الربانية , قال تعالى : إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " .
عبداللطيف سراج الدين
 
انظم ليابلادي على فايسبوك