المؤرخ المغربي محمد بن عزوز حكيم: المغرب يتذكر سبتة ومليلية إلا بعد الاستفزاز والمسؤولون يجهلون تاريخهما في منزله بمولاي العباس بمدينة تطوان، التقت ''التجديد'' المؤرخ المغربي محمد بن عزوز حكيم، وتحدثت معه عن قضية سبتة ومليلية المحتلتين، بعد يوم واحد من زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ويعتبر بن عزوز من أكثر الباحثين المغاربة ضبطا لتاريخ المدينتين، تأريخا وتوثيقا، شغل الترجمان الخاص للملك محمد الخامس في المفاوضات حول الاستقلال مع الحكومة الإسبانية في مدريد عام ,1956 ثم ترجمان خاص للملك الحسن الثاني عندما كان أركان الحرب، كما شارك في الوفد المغربي المفاوض مع الإسبان حول مدينة طرفاية، وشغل منصب وزير مفوض في أول سفارة مغربية في إسبانيا سنة .1956 بن عزوز قال لـ"التجديد" إن المغرب لا يتذكر سبتة ومليلية إلا بعد الإستفزاز من إسبانيا، كما أن مسؤوليه يجهلون تاريخ المدينتين، وكيف تم احتلالهما، وأشار بن عزوز في هذا الحوار إلى الجهود التي بذلها المغاربة، شعبا ودولة، خلال القرون الثلاثة الأولى من أجل تحرير المدينتين وباقي الثغور المحتلة، وذلك إلى غاية ما قبل حرب تطوان وبداية مسلسل احتلال المغرب، حيث تطرق إلى الحصار الذي ضربه المولى إسماعيل على مدينة سبتة طيلة 34 سنة، كما حاصر محمد بن عبد الله مليلية سنتين، وقال بن عزوز أن المغرب ارتكب في فترة ما بعد الاستقلال أخطاء استغلتها إسبانيا لتكريس وجودها الاستعماري في المدينتين، فيما يلي نص الحوار: من زاوية تاريخية، ما هي أبعاد الزيارة التي قام بها خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين؟ بالنسبة لي فإن هذه الزيارة المشؤومة، بالإضافة إلى مواقف الحكومة الإسبانية تجاه مدينتي سبتة ومليلية، هي نتيجة للأخطاء التي ارتكبتها الحكومات المغربية المتوالية، أولها أنه لما انضم المغرب إلى الأمم المتحدة بعد حصوله على الاستقلال، لم يعبر عن تحفظه على المبدأ القائل بأن الحدود الاستعمارية التي رسمها المستعمر يجب أن تظل كما هي، بالشكل الذي جعلها قانونية دوليا، وهي الحدود التي رسمها الموظفون والعسكريون الأوربيون في مكاتبهم، وألحقت أضرارا بالحدود الترابية التاريخية للمغرب، وبالتالي كان عليه أن لا يقبل ذلك المبدأ ويرفضه، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لما أنشئت اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار، لاحظنا أن إسبانيا بمجرد حصولها على العضوية في الأمم المتحدة، سجّلت مباشرة قضية جبل طارق على أساس أنه جزء لا يتجزأ من المملكة الإسبانية، لكن المغرب لم يعمل إبّان تلك الفترة على تسجيل الأقاليم المستعمرة في الشمال والجنوب على أساس أنها محتلة ويطالب باستقلالها، وتأخر الأمر حتى يناير ,1975 حيث طرح الموضوع على الأمم المتحدة. أما الخطأ الثاني الذي ارتكبه المغرب، والذي نبهنا إليه حينها، فهو المتعلق بالفترة التي كانت إسبانيا منكبة على وضع دستورها الجديد بعد سقوط نظام فرانكو الديكتاتوري، ذلك أنه لما وصلنا من أصدقائنا الإسبان عزم اللجنة المكلفة بوضع الدستور، التنصيص على أن سبتة ومليلية إسبانيتين، باعتبارها جزءا من التراب الإسباني، طالبنا بالتحرك ضد هذه الخطوة، غير أنه وللأسف فإن الحكومة المغربية لم تحرك ساكنا حينها، ومرت القضية كما أراد الإسبان ودون أن يتوقعوا ذلك. نعم، قد يكون هناك بعد آخر للزيارة، ويتعلق الأمر بالانتخابات التشريعية المقبلة في إسبانيا، ذلك أن الملك خوان كارلوس له تعاطف وميل للتوجهات السياسية التي يقترحها الحزب الاشتراكي في علاقته مع المغرب، التي تنحو إلى التعاون والشراكة، ويرفض المواقف السياسية لليمين المتطرف ورمزيهما ''أزناري'' و''راخوي''، غير أن البعد الآخر الذي يجب الانتباه إليه، يتمثل في التأكيد على أن العاهل الإسباني يزور مدينتين إسبانتين، بما في ذلك من رمزية سيادية، باعتباره رمز الوحدة الترابية للمملكة الإسبانية، وما دام المغرب لم يتحرك بقوة للمطالبة بالمدينتين طيلة فترة ما بعد الاستقلال، وبالشكل الذي يحرج الإسبان ويثنيهم عن مجرد التفكير في الزيارة، فإن إسبانيا استطاعت من جهتها انتزاع دعم الاتحاد الأوربي في وجودها الاستعماري، ويدعمها بأموال باهظة في الأعمال الجارية هناك. أتذكر أن الحسن الثاني رحمه الله كان قد اقترح في أواخر الثمانينات على ملك إسبانيا تشكيل لجنة مزدوجة للتفكير في إيجاد حل للمدينتين، بما في ذلك التفكير في الحقوق المشروعة للمقيمين الإسبان في المدينتين، إلا أن الملك خوان كارلوس لم يكلف نفسه عناء الرد على المقترح المغربي إلى اليوم، ورغم تجديد الدعوة إلى الفكرة ذاتها من قبل محمد السادس على الملك ذاته، حتى تكون العلاقة بين البلدين واضحة فيما يخص هذا الموضوع، فإن الإسبان للأسف يعتبرون أنفسهم موجودين هناك بالقوة، وليسوا في حاجة للتفكير أصلا في الموضوع، لقد كرّسوا وجودهم الاستعماري بروح صليبية ظاهرة. تعد سبتة ومليلية من مخلفات المواجهة بين العالم الإسلامي وأوربا الصليبية، فهما أقدم المستعمرات في العالم، غير أن القليل هو من يعرف تاريخ استعمارهما من قبل الإسبان والبرتغال، فكيف تم ذلك؟ بالنسبة لسبتة فقد احتلها البرتغال في يوم 21 غشت ,1415 وقد كانت أوربا تريد احتلال المغرب برمته بروح صليبية مندفعة، في سياق رد الفعل على الوجود الإسلامي الطويل في الأندلس، ذلك أنه قبل سقوط مدينة غرناطة، آخر الممالك الإسلامية، قام البرتغاليون باحتلال مدينة سبتة سنة ,1415 وهذا كان إبرازا للقوة أمام الغرناطيين الذي كانوا لا يزالون يقاومون من أجل البقاء، وانتقاما من المسلمين في إطار ما سمي بحروب الاسترداد، حيث تمكن البرتغاليون حينها من احتلال سبتة والقصر الصغير وطنجة وأصيلة والجديدة، لكن بفعل المقاومة وحملات الجهاد للقبائل والدولة المغربية، تم استرجاع مدينة القصر الصغير في سنة ,1458 كما استرجاع الجديدة وأصيلة أيضا، وبقي تحت الاحتلال البرتغالي طنجة المحتلة عام ,
تاريخ سيدي ايفني و سبتة و مليلية متشابه..و نفس السياسة استعملت في المدن الثلات(التجنيس، التهجير، المنح، تطوير المدينة..) مثلا في سيدي ايفني، استدعي فريق ريال مدريد لاجراء مبارة حبية مع نهضة ايت بعمران على املعب المعشوشب ابان الحقبة الاستعمارية..و الدي حوله بعض الجملة من المسؤولين القادمين من الرباط في سنة 1969 الى مرعى للحيوانات؟؟؟ ما علينا...المهم::: ما دام المغرب لم يعطي نموذجا في مدينة سيدي ايفني التي حررها ابناؤها بقوة السلاح..و ما دام المغرب يصر على الاجابة على تطلعات السكان الاجتماعية و الاقتصادية بسبت اسود..فانا اشك في ان سكان سبتة سبتة و مليلية سيرغبون في العودة الى المغرب..