تتحول الأجواء في المغرب إلى احتفال كبير مع اقتراب انطلاق كأس الأمم الإفريقية، التي تُقام للمرة الثانية فقط في تاريخ البلاد. تتزايد الحماسة في كل مكان، وبينما يستعد المشجعون للبطولة القارية، يتكرر سؤال باستمرار: أي قميص سيرتديه أسود الأطلس في المباراة الأولى؟ هل هو القميص العتيق من فرنسا 1998؟ أم قميص الحظ من قطر 2022؟ أو ربما كلاسيكي من الثمانينات لاستعادة الأمجاد الماضية؟
الخيارات لا حصر لها، فقد شهد قميص أسود الأطلس رحلة طويلة وملونة، متغيرا في القصات والأنماط على مر العقود، من الستينات والسبعينات البسيطة إلى الثمانينات والتسعينات الجريئة، وصولا إلى الألفينات. دعونا نستعرض تطور قميص أسود الأطلس عبر الزمن.
ÙÙ
ÙØµ اÙÙ
غرب Ø§ÙØ®Ø§Ø±Ø¬Ù ÙØ¹Ø§Ù
1982. / Ph. DRقميص المغرب الخارجي لعام 1982. / Ph. DR
منذ الستينات، عرف قميص المنتخب الوطني المغربي تحولات بارزة، عكست في كل مرة ملامح الموضة السائدة في زمنها. ومع ذلك، ظلت ثلاثة ألوان حاضرة على الدوام: الأحمر والأخضر والأبيض. وبين أديداس ولوتو ونايكي وبوما (المورد الحالي)، ارتدى أسود الأطلس تصاميم لا تُنسى. وتشير الأرشيفات الإلكترونية إلى أن أول قميص مغربي موثق يعود إلى سنة 1942، حين ظهر الفريق بقميص بسيط ذي ياقة دائرية حمراء، تتوسطه نجمة خضراء داخل دائرة خضراء.
وفي عام 1962، اعتمد المغرب أول تصميم من أديداس: قميص أحمر بالكامل مع الخطوط الكلاسيكية على الكتف. واستمر هذا الأسلوب البسيط إلى حدود 1967، قبل أن يظهر طقم خارجي أبيض بالكامل بأكمام طويلة وياقة حمراء.
ÙÙ
ÙØµ اÙÙ
ÙØ²Ù ÙØ¹Ø§Ù
1978. / Ph. DRقميص المنزل لعام 1978. / Ph. DR
في السبعينات، فتحت أديداس الباب أمام خيارات أكثر تنوعا من حيث الألوان. حمل قميص 1970 الأساسي ياقة حمراء على شكل V، ترافقها خطوط خضراء وحمراء، فيما جاء القميص الخارجي أبيض اللون مع شريط أفقي لافت من الخطوط الحمراء والخضراء على مستوى الصدر.
ومع مونديال المكسيك 1970، سجّل المغرب أول ظهور له في كأس العالم، حينها ارتدى المنتخب قميصا أحمر بسيطا تزيّنه كرة سوداء وبيضاء تعلوها الأيقونة الملكية: التاج العلوي، باعتباره رمزا للمملكة. وكان ذلك إيذانا بمرحلة مفصلية، بعدما أصبح المغرب أول منتخب إفريقي يحقق نقطة في نهائيات كأس العالم.
الثمانينات والتسعينات الجريئة
في عام 1980، عادت أديداس بتصاميم جديدة. جاء القميص الأساسي أحمر بياقة خضراء على شكل V، مع شعارين على الصدر: شارة أديداس وشعار الجامعة يتضمن تاجا وخمس دوائر. أما القميص الخارجي فكان أبيض، بخطوط عمودية حمراء وخطوط الكتف المميزة لأديداس.

في عام 1986، وخلال كأس العالم بالمكسيك، كشف المغرب عن نسخة حمراء معدّلة قليلًا، تميزت بياقة خضراء أكبر. وبهذا القميص، تصدر أسود الأطلس مجموعة ضمت البرتغال وإنجلترا وبولندا، بعدما حققوا تعادلين وانتصارًا لافتًا بنتيجة 3–1 على البرتغال. وبهذا الإنجاز، أصبح المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور الثاني.
ومع نهاية الثمانينات، عرف القميص المغربي طفرة واضحة في الإبداع. ففي كأس الأمم الإفريقية 1988 التي احتضنها المغرب، قدمت أديداس أحد أكثر التصاميم جرأة: قميصًا أحمر مائلًا إلى البرتقالي، مزينًا بنقوش على شكل سهام صاعدة ونازلة، مع حواف خضراء وخطوط الكتف الكلاسيكية لأديداس.

أعادت التسعينات الخطوط إلى الواجهةـ ففي عام 1990، قدمت أديداس قميصا أساسيا أحمر بخطوط عمودية نغمية دقيقة، إلى جانب القميص الخارجي الأبيض المعتاد، غير أن المغرب لم ينجح في التأهل إلى كأس العالم 1990.
وفي 1992، اتجهت التصاميم نحو جرأة أكبر: خطوط عريضة على الأكمام، وتوليفات بين الأحمر والأبيض، مع غياب اللون الأخضر.
أما في 1994، فانتقل المغرب إلى لوتو، العلامة الإيطالية للملابس الرياضية، التي أعادت البساطة إلى الواجهة عبر قميص داخلي أحمر سادة، وآخر خارجي أخضر يحمل شعار الجامعة الملكية المغربية الجديد.

لكن لكأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، تجرأت لوتو على الجنون. كان قميص حارس المرمى الأكثر ألوانًا الذي ارتداه المغرب على الإطلاق، مع أنماط قبلية أفريقية، ونمط زهرة صفراء عملاقة، وألوان خضراء-بنفسجية-صفراء. شارك قميص الميدان الداخلي القميص إلى جزأين: أنماط حمراء جريئة من جهة، وخطوط حمراء نغمية من الجهة الأخرى، مع شعار الجامعة الملكية المغربية الكبير في المنتصف. كررت النسخة الخارجية التصميم بالأخضر.
ظهر التصميم الأخير للوتو للمغرب في عام 1996، وهو العام الذي غاب فيه المغرب عن كأس الأمم الإفريقية. كانت هذه القمصان تحمل أنماطا هندسية مستوحاة من الزليج المغربي، وهي آخر تصاميم لوتو قبل نهاية هذه الحقبة.

بداية الألفينات، تصاميم أبسط
في أواخر التسعينات، عادت أديداس لجولة جديدة، حيث حمل قميص 1997 ياقة دائرية بسيطة باللونين الأحمر والأخضر، مع خطوط نغمية متناسقة. ولاحقا في السنة نفسها، جاء تصميم أديداس أكثر جرأة.
ثم جاء التحول: فرنسا 1998 وبوما. فقدمت الشركة القميص الأيقوني للمغرب في كأس العالم 1998، بفتحة V بارزة، وشريط أخضر على الصدر، وشعار بوما في المنتصف، وشعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الجانب. وعكس القميص الخارجي الأخضر الفكرة نفسها. وللمرة الأولى، ظهر قميص ثالث باللون الأبيض مع تفاصيل حمراء وخضراء. على أرض الملعب، فاز المغرب على اسكتلندا 3–0، لكن انتصارا متأخرا للنرويج حال دون التأهل إلى الدور الثاني. ومع ذلك، بقي هذا القميص أسطوريا.

في مطلع الألفينات، واصلت بوما حضورها لفترة قصيرة قبل انتقال المغرب إلى نايكي. جاء قميص نايكي لعام 2003 بتباينات بين الأحمر والأبيض مع لمسات خضراء خفيفة، فيما حافظ تصميم 2004 على النهج البسيط نفسه. وفي 2005، اتجهت نايكي إلى تجريب بصمة مستوحاة من العمارة المغربية، عبر نقش على الصدر يستلهم الأبواب أو فسيفساء الزليج. أما قميص 2006 فظل محافظا، بأطقم حمراء وبيضاء وخضراء تبرز فيها لمسات لونية خفيفة على ياقة V.
وعاد المغرب إلى بوما بقميص 2006–2007، الذي تميز بثلاثة شعارات لبوما حول الياقة وتدرجات خضراء متلاشية. وفي السنوات اللاحقة (2007–2009)، واصلت بوما تغيير مكان الشعار عبر إصدارات مختلفة، من الصدر إلى الكتف، ثم إلى الأكمام.

في عام 2010، اتجهت التصاميم نحو جرأة أكبر: جاء القميص الأساسي باللون الأخضر تتوسطه نجمة مغربية كبيرة على الصدر، بينما حمل القميص الخارجي الأبيض خطوطا عمودية شبيهة بالعشب بدرجات من الأخضر والأصفر. أما القميص البديل الخارجي فكان أحمر بسيطا.
وفي 2013، عاد المغرب للتعاون مع أديداس، لتعود معها الخطوط بطبيعة الحال. وبين 2014 و2017، سعت التصاميم إلى استحضار حنين التسعينات عبر ياقة على شكل V، وتباينات الأحمر والأخضر، وظلال مستوحاة من الطراز القديم. أما آخر تصميم لأديداس مع المغرب فكان في كأس العالم 2018: قميص أساسي أحمر بتفاصيل بيضاء، وقميص خارجي أبيض بسيط مع لمسات حمراء على الكتفين.

لكن في عام 2020، عاد المغرب إلى بوما، في توقيت مثالي لقميص سيصبح لاحقًا رمزًا عالميًا: قميص كأس العالم 2022 في قطر. جاء القميص الأساسي بتصميم أحمر كلاسيكي مع شريط أخضر على الصدر، بينما ظهر القميص الخارجي أبيض بالكامل مع شريط عمودي واحد، وهو القميص الذي ارتداه المغرب بفخر خلال مشواره التاريخي إلى نصف النهائي.


chargement...





