في إطار نشره لمجموعة من التحقيقات وتسجيلات الفيديو، التي تبحث عن كيفية اصطدام التكنولوجيا الجديدة مع الأعراف القديمة الخاصة بالعار والشرف في شمال افريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، نشر موقع قناة "البي بي سي" البريطانية تقريرا عن ظاهرة الابتزاز الجنسي الإلكتروني في مدينة وادي زم.
وبحسب المصدر ذاته فإن ما يحتاجه أي محتال ليكون ثروة هائلة من خلال الانترنت والدعارة الجنسية، والابتزاز في كثير من الأحيان، لا يتعدى كاميرا ويب، وفيديو لامرأة ساخنة، وأورد الموقع شهادة لشاب فلسطيني وقع ضحية الابتزاز الجنسي من طرف شخص يقطن بمدينة وادي زم.
وقال الضحية الذي يعمل في إيطاليا، إنه التقى بفتاة في موقع للتواصل الاجتماعي، قالت إنها لبناني وفاجأته بقولها إنها تحب الجنس، وبدأت تستدرجه شيئًا فشيئًا، حتى ورطته في تصوير مشاهد جنسية عبر الأنترنيت، حيث تعرت أمامه، وطلبت منه القيام بالمثل.
وبعد برهة من الزمن توصل برسالة على حسابه في الفايسبوك، من الفتاة التي كان يحادثها، تخبره فيها بأنها ولد، وأن كل ما قام به من حركات جنسية مسجل، وأنه إن لم يرسل خمسة آلاف دولار فإن الشريط سيصل إلى معارفه وعائلته في موقع الفيسبوك.
وأشار الموقع إلى أن هذه الحادثة مجرد قصة من سلسلة طويلة من القصص المشابهة، حيث يتكرر الأمر مع بعض الفتيات خاصة في المجتمعات المحافظة، والتي تشمل استخدام صور خاصة أو جنسية صريحة للتهديد والابتزاز.
30 في المائة من عماليات الابتزاز الجنسي تأتي من المغرب
ونقل الموقع عن البريطاني واين مايو الذي يدير مجتمعا دوليا على الانترنت، والذي يقدم المشورة والدعم لهؤلاء الضحايا، أنه منذ عام 2012 تلقى أكثر من 14000 طلب مساعدة من الضحايا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مؤكدا أن حوالي 30% من جميع عمليات الاحتيال تنشأ في المغرب.
وأضاف قائلا أن أغلب تلك العمليات تحدث في بلدة صغيرة في المغرب تُدعى "وادي زم" توجد في وسط المغرب والتي أصبحت تعرف باسم عاصمة الـ "sextortion".
ونشر موقع المحطة البريطانية شهادة لشاب من مدينة وادي زم يحترف الابتزاز الجنسي، حيث شرح جميع مراحل عملية النصب بدءا من الرصد ثم الاستهداف ومن ثم الإيقاع بالضحية وصولا إلى الابتزاز في النهاية. وشرح له كيف يمكنه رصد الضحية المُحتملة.
وأكد الشخص ذاته أن كل ما يود معرفته موجود على الفيسبوك، ما يمكنه من اختيار ضحاياه بدقة، حيث يستهدف من تظهر عليهم علامات الثراء من خلال سياراتهم ومنازلهم وسفرياتهم...
وعن نوعية ضحاياه قال إن "نقطة الضعف عند العرب هي الجنس" مضيفا "نقطة الضعف الأخرى هي لو كان الشخص متزوجا ولديه معارف كثر على فيسبوك. كل هذه النقاط يمكن أن نستغلها ضده". وأكد أن الدول الأسهل في الاستهداف هي دول الخليج.
ورغم أن واد زام لا تبدو عليها علامات الثراء بحسب الـ"بي بي سي"، إلا أنه يوجد في المدينة أكثر من 50 مكتبا للتحويلات المالية وهو رقم مرتفع إذا ما قيس بحجم المدينة وعدد سكانها، بحسب نفس المصدر، الذي نقل عن أحد أصحاب هذه المكاتب قوله إن المكتب الواحد يدخله في المعدل ما يوازي حوالي 10 آلاف دولار يوميا من أموال الابتزاز.
فيما أرجع الدكتور أمين السعيد المحاضر في مادة القانون، في تصريح لموقع الـ"بي بي سي" لجوء أبناء المنطقة إلى الابتزاز الجنسي، إلى الأزمة الاقتصادية التي عمت أوروبا منذ 2008 والتي أثرت بشدة على تحويلات أبناء المدينة العاملين بالخارج، وأيضا إلى تراجع الاعتماد على الفلاحة كمصدر أساسي للعيش.