دأب المغرب على استضافة العديد من السياسيين الأفارقة الذين تمت إزاحتهم من مناصب القرار، ممن كنت تربطهم علاقات صداقة بالمملكة، ويوم أمس توفي بالمغرب ماتياس ييهمن، الرئيس السابق للجيش الإيفواري.
ويعتبر ماتياس ييهمن واحدا من بين المسؤولين الأفارقة الذين اختاروا المملكة منفى لهم، بعد تغير ميزان القوى في بلدانهم...
الجزائري محمد بوضياف
على عكس العديد من رفاقه في النضال، الذين فضلوا الانتقال للعيش في فرنسا أو سويسرا، اختار محمد بوضياف الذي يعتبر أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني في الجزائر، أن يستقر في المغرب بعدما ساءت العلاقات بينه وبين حكام الجزائر بعد الاستقلال.
فبعد سنة من حصول الجزائر على استقلالها تم توقيفه وحكم عليه بالإعدام بتهمة التآمر على أمن الدولة، ولكن لم ينفذ فيه الحكم نظراً لتدخل عدد من الوسطاء، فتم إطلاق سراحه بعد ثلاثة شهور قضاها في أحد السجون بجنوب الجزائر، وانتقل بعد ذلك إلى باريس وسويسرا، ومنها إلى المغرب. ومن عام 1972 عاش متنقلا بين فرنسا والمغرب، ليقرر بعد ذلك الاستقرار كليا في مدينة القنيطرة لإدارة معمل الآجور الذي أسسه. وفي سنة 1992 عرض عليه المجلس العسكري الجزائري رئاسة البلاد، فقبل العرض ومات مغتالا بعد ذلك.
مبوتو سيسيكو رئيس جمهورية الكونغو الدمقراطية
موبوتو سيسي سيكو هو ثاني رئيس لجمهورية الكونغو الدمقراطية من 1965 إلى 1997 (غير اسم الدولة إلى زائير في 1971 حتى 1997). كان يسمى بفهد كنشاسا.
بعد اندلاع حرب أهلية في البلاد هرب موبوتو إلى التوغو ثم توجه إلى منفاه بالمغرب حيث توفي في 7 سبتمبر 1997 متأثرا بمرض السرطان ودفن في مقبرة مسيحية في العاصمة الرباط. وفي 2007 أوصى المجلس التشريعي في جمهورية الكونغو الديمقراطية باستعادة رفات موبوتو سيسيسيكو ودفنها في ضريح في الكونغو.
رئيس بوركينافاصو بليز كومباوري
اندلعت سنة 2014 احتجاجات عنيفة في بوركينافاصو ضد الرئيس بليز كومباوري بعد حديثه عن نيته الترشح لولاية خامسة بعد 27 عام من الحكم مما اضطره إلى الاستقالة من منصبه، والفرار إلى المغرب، قبل أن يضطر إلى التوجه إلى ساحل العاج، بعد مطالبة الحكومة البوركينابية نظيرتها المغربية بتسليمه.
الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد
في شهر أكتوبر من سنة 1988، اندلعت احتجاجات شبابية ضد بن جديد احتجاجا على سياسات التقشف مما أدى إلى انتشار اضطرابات كبيرة في مدن وهران وعنابة...، وتدخل الجيش لكي يقوم بقمعها بشكل وحشي مما أدى إلى مقتل المئات.
ودعا بن جديد بعد ذلك إلى الانتقال للديمقراطية والسماح بالتعددية الحزبية. وفي سنة 1991 أجريت انتخابات برلمانية اضطر الجيش للتدخل لإيقافها لأنها كانت تسير نحو منح حركة الجبهة الإسلامية للإنقاذ السلطة. إثر ذلك قدم بنجديد استقالته واتجه لمدينة طنجة للعيش بها.
ولم يكن هو الوحيد الذي اختار العيش في طنجة إبان العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، فقد اختار العديد من الجزائريين الاستقرار بذات المدينة، منهم الكاتب رشيد ميموني، ووزير الاتصال الجزائري الحالي حميد قرين.
الغيني موسى داديس كامارا
في 22 دجنبر 2008 توفي الرئيس الغيني لانسانا كونتي، وفي اليوم ذاته تحول النقيب موسى داديس كامارا من شخصية غامضة نسبيا إلى قائد لانقلاب في غينيا قبل أن يعلن نفسه رئيسا جديدا للبلاد.
وبينما كان يستعد للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتوليه مقاليد الحكم، تعرض لمحاولة اغتيال، وأصيب بجروح خطيرة في الرأس والرقبة، وتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري في الرباط، من أجل تلقي العلاج.
وبعد بضعة أسابيع من العلاج، وبالضبط في 15 يناير من سنة 2010، أعلن في العاصمة البوركينابية وغادوغو عن تخليه عن السلطة.