وضع باحثون مؤخرا نقطة النهاية، لمسار طويل من البحث العلمي استمر لمدة 150 سنة، حول كائن بحري كان يعيشعلى بعد سنتمترات من المحيطات قبل حوالي 500 مليون سنة، وذلك بعد عثورهم على أحفور حيواني في إحدى قرى زاكورة بالمغرب.
وكان هذا الكائن المنقرض شبيها بهيكل عظمي مكون من صفائح متعددة، ويطلق عليه اسم "ستيلوفورس" ويتراوح طوله ما بين 0.5 سنتم و 4 سنتمترات.
وتم نشر نتائج البحث في مجلة "Geobios"، ووقع من قبل مجموعة من الباحثين، بينهم المغربية خولة كورايس، وخديجة الحريري من قسم علوم الأرض في كلية العلوم والتقنيات، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.
وقاد فريق الباحثين برتراند ليفبفر، العضو في المركز الوطني للبحوث العلمية في مختبر الجيولوجيا في مدينة ليون الفرنسية. وتمكن هؤلاء الباحثون من فك اللغز الذي حير العلماء لحوالي قرن ونصف من الزمن، وذلك من خلال استعانتهم بحفريات محفوظة بشكل استثنائي في بوزركان بجماعة بني زولي، التابعة لإقليم زاكورة، حسب ما أورده موقع "ساينس دايركت".
وتم العثور على أجزاء من هذه الحيوانات المنقرضة على شكل مستحاثة في قطعة معدنية حديدية تسمى "البيريت". ومن خلال رسم خريطة لهذه القطعة، قام الباحثون بتسليط الضوء على البنية الدقيقة لهذا الكائن، والذي يمكن مقارنته مع ذراع نجم البحر، حيث اكتشفوا أن هذه الكائنات لم يكن لها ذيل أو رأس، ولكنها كانت تستعين بذراع طويلة من أجل التغذية.
وكان العلماء قبل الاكتشاف الحديث يعتقدون أن ستيلوفورس لديه نظام أوعية مائية، وأن أطرافه لم تكن ذيلا عضليا متحركا، كما أنها لا تعود لقنابيات الحركة، وهي أصنوفة عليا من اللافقاريات التي تشمل شوكيات الجلد والنصف حبليات، أو شوكيات الجلد البحربية، وهي كائنات حرة تعيش بالقرب من الشواطئ وحركتها بطیئة ویسهل التعرف علیها من صفاتها الخارجیة مثل جلدها الشوكي. لكن الدراسة الجديدة أثبتت أن ستيلوفورس، ينتمي إلى "أبناء عمومة قنافذ البحر".