القائمة

أخبار

دياسبو # 280: الدكتورة اسمهان الوافي.. كبيرة العلماء في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة

بعد مسيرة مهنية غنية ومميزة في مجال الأبحاث الزراعية، تم تعيين الدكتورة اسمهان الوافي، في عام 2020، في منصب كبيرة العلماء في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). بالنسبة لهذه المغربية-الكندية المعترف بها عالميًا في مجال خبرتها، فإن الروابط مع بلدها الأصلي "لا تتلاشى بمرور الوقت" بل "تعزز".

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

لم يكن اختيار أسماء الوافي المزدادة في 15 غشت 1971 التخصص في العلوم الزراعية أمرا مدروسا، وإنما جاء بمحض الصدفة، فبعد حصولها على الباكالوريا توجهت إلى الثانوية الملكية الإعدادية للتقنيات الجوية، وكانت تطمح لأن تصير قائدة طائرة مقاتلة، لكن شاءت الأقدار أن تتخصص في مجال البحث العلمي المتعلق بالزراعة، وأصبحت في عام 2020 كبيرة العلماء في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

وقالت في حديثها مع موقع يابلادي "بعد البكالوريا، أجرينا اختبارًا مكثفًا كنا خمس فتيات سعيدات بأن نصبح أول قائدات طائرات مقاتلات. لكن، وفي اللحظة الأخيرة، تم إبلاغنا أن البرنامج لن يمضي قدمًا بعد تغيير في القيادة داخل سلاح الجو الملكي. ووجدنا أنفسنا أمام خيار الذهاب إلى الجامعة لدراسة تخصصات قريبة من الطيران أو تغيير المسار نهائيا"، واختارت أربع فتيات في المجموعة، ضمنهم اسمهان الوافي تغيير مسارهن الدراسي.

"لقد فات الأوان أيضًا بالنسبة لمعظم امتحانات ما بعد البكالوريا، مثل الطب والهندسة المعمارية. كانت العلوم الزراعية الخيار الوحيد...، في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، اخترت التخصص في التحسين الوراثي للنباتات وخاصة علم الوراثة. "

اسمهان الوافي

 وقالت "من الرائع أن تكون قادرًا على فهم جوهر الحياة، وكيف تكون الأشياء على حقيقتها، لأن كل شيء له سبب وراثي وكل شيء مرتبط ومفسر من خلال علم الوراثة". هذا الانبهار بهذا التخصص ورغبتها في التخصص أكثر هو الذي سيدفعها لاختيار دراسة الدكتوراه في جامعة قرطبة، وقالت "منذ السنة الرابعة في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، حاولت متابعة دراسة الماستر في كندا أو في أي مكان آخر. حصلت على منحة دراسية في بلجيكا. كما أتيحت لي الفرصة، خلال إعداد رسالتي، لزيارة مركز أبحاث دولي مقره في سوريا".

 وكجزء من الدورة التدريبية الخاصة بها ، ستتاح للخبيرة "فرصة العمل في مشروع مثير جدًا للاهتمام في أستراليا حول جودة القمح الصلب". واختارت متابعة دراسة الدكتوراه في جامعة في إسبانيا، وقالت "أنا من اليوسفية ، منطقة قبائل بني الأحمر، آخر قبيلة عربية غادرت إسبانيا عام 1492. في المدينة، الجميع يعرف هذه القصة ويتحدث عن الأندلس وماضينا. لذلك أردت دائمًا الذهاب إلى الأندلس".

وأوضحت أن هذه التجربة  "أتاحت لي الفرصة لإجراء بحث علمي ومنشورات علمية جيدة، مثل الخريطة الجينية للقمح الصلب، وتحديد الجينات عالية الجودة، وما إلى ذلك، كما تمكنت أيضًا من تعلم اللغة الإسبانية، والوصول إلى شبكة دولية والتعرف على العديد من العلماء في العديد من المشاريع".

 كما أن العمل بين إسبانيا وسوريا والمكسيك سيمنحها "الكثير من النضج والخبرات". في الوقت نفسه ، سيسمح لها بالحصول على الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية بعد قضائها وقتا كبيرا في عدد من أشهر جامعات إيطاليا والولايات المتحدة وكندا، وقالت "كان من الرائع العمل في مختبرات متعددة وفي أجزاء متعددة من العالم".

عودة إلى عالم البحث

بعد حصولها على الدكتوراه ، سافرت اسمهان الوافي إلى اليابان "لفهم الشرق الأقصى والتعرف على بلدانه" قبل العودة للعمل في إيكاردا في سوريا. ولكن في عام 2004 ، انتقلت إلى كندا بعد الاستجابة لطلب الهجرة الذي قدمته سنة 2000.

كان أمرا جيدا بالنسبة لحياتي المهنية. كان علي أيضًا أن أستقر في مكان ما لتكوين أسرة. شقيقتاي كانتا قد استقرتا هناك أيضا. لقد كانت تجربة فريدة من نوعها حيث انتقلت من باحثة إلى شخص يشرف على الابحاث، على الرغم من أن ذلك لم يكن في مخططاتي، لأنني كنت أرغب في البقاء في المجال الأكاديمي ".

اسمهان الوافي

وتعمل اسمهان في كندا مع وزارة الفلاحة، لكنها تواصل صعود الرتب داخل السلطة التنفيذية الفيدرالية الكندية. "هناك أدركت أن معظم الأشخاص الذين يعملون في مجال العلوم لا يفهمون ذلك. غالبًا ما تكون القرارات ليست الأفضل. لقد لاحظت أن العديد من المسؤولين لديهم خلفية قانونية ولكن القليل لديهم خلفية علمية. كثيراً ما أقول إن طريقتي في الإدارة كندية للغاية، لأنه كان هو المكان حيث تعلمت الإدارة والقيادة.

وبعد زواجها وإنجاب ابنتها الأولى، قضت الخبيرة 8 سنوات قبل انتقالها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث التحقت اسمهان، بالمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بدبي، الذي ينشط في حوالي أربعين دولة. "كان التحدي يكمن في كيفية استخدام المياه المالحة للزراعة، قضيت معهم 9 سنوات. هكذا أتيحت لي الفرصة للانضمام إلى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بصفتي كبيرة العلماء".

ومع احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة الأسبوع الماضي، قالت العالمة المغربية الأصل إن الأمور "بدأت تتغير ولكن علينا أن نقوم بذلك بشكل أسرع، لأن وجود امرأة أو اثنتين في مناصب المسؤولية لا يكفي" وأضافت "أنجبت ابنتي الأولى في كندا في عام 2007. كنت وقتها أعمل لدى الحكومة الفيدرالية الكندية، التي تمنح حوالي عام إجازة أمومة وحصلت على حوالي 90٪ من راتبي. في دبي، رُزقت بابنتي الثانية في عام 2014، ولم يمنحني القانون الإماراتي سوى شهرين إجازة. بصفتي مديرة عامة، كان علي أن أعمل خلال هذه الفترة لأنه كان هناك الكثير من العمل".

فيما يتعلق بالمغرب، تقول اسمهان الوافي، التي لا يزال والدها يعيش في مراكش، إن "العلاقات مع البلد لا تتلاشى مع مرور الوقت، بل على العكس، تزداد قوة"، وتابعت "الجالية المغربية أظهرت ذلك بشكل جيد للغاية مع كرة القدم. أينما نكون، نحن مغاربة قبل كل شيء ولكوننا مغاربة سنبقى كذلك مدى الحياة".

الروابط قوية وعميقة جدا. يمكن ملاحظة ذلك في الطريقة التي تربينا بها، واللغة، وطريقة الأكل واللباس، والجانب الثقافي والتاريخي. لقد غادرت المغرب عام 1996 وحتى بعد 40 أو 50 عامًا، سيبقى لدي نفس الشعور تجاه بلدي.

اسمهان الوافي

كما سلطت الخبيرة الضوء على الفلاحة المغربية والتقدم الذي أحرزته المملكة في هذا المجال، وقالت "في أكادير، خلال معرض Halieutis، تأثرت كثيرًا بعدد التعاونيات والشباب الذين يشرعون في تربية الأحياء المائية وتجهيز منتجات المأكولات البحرية. وهذا يدل على أن هناك رغبة في تحسين وجذب الناس للاستثمار في الفلاحة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال