القائمة

أخبار

أحداث أمستردام: الإسرائليون تسببو فيها والإعلام يحمل المغاربة مسؤوليتها

في هولندا، تم تصنيف الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين والشباب الهولنديين على أنها "معاداة للسامية"، وهو ما يُعتبر محاولة لتحميل المغاربة الهولنديين المسؤولية، بعد اتهام وسائل الإعلام الإسرائيلية لهم بتأجيج التوترات.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

اندلعت يوم الخميس الماضي، اشتباكات في أمستردام بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين الذين كانوا يحضرون مباراة في الدوري الأوروبي (يويفا) والشباب الهولندي المحلي.

بعد سلسلة من الاشتباكات بين مشجعي نادي مكابي تل أبيب ومؤيدي القضية الفلسطينية، تم إجراء عدة اعتقالات وفرض حظر على التظاهرات في المدينة تحت تدابير أمنية مشددة.

وتم إلقاء اللوم على الهولنديين من أصول مغربية في هذه الاشتباكات، حيث قامت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى جانب السياسيين والمسؤولين الهولنديين، بتصوير الأحداث على أنها "معاداة للسامية". وقد تم تصوير مشجعي كرة القدم الإسرائيليين كضحايا، بينما تم تحميل المغاربة الهولنديين مسؤولية التوترات.

وفي تصريح لـ يابلادي قال الصحفي المغربي الهولندي عبد الإله روبيو "لسوء الحظ، تم استغلال هذه الأحداث لتقديم الوضع كما لو أن المغاربة كانوا يطاردون اليهود". وأضاف "تم تحريف الرواية لتصوير الحوادث على أنها هجمات معادية للسامية ضد المجتمع اليهودي، رغم أن هذا لم يكن الواقع".

وأوضح أن التوتر بدأ عندما "دخل مشجعوا كرة القدم الإسرائيليون إلى المدينة". وتابع قائلاً "لقد بدأوا على الفور في التصرف بشكل عدواني"، مشيرًا إلى الشعارات التي رددوها في الشوارع مثل "الموت للعرب" و"لا أطفال في غزة".

وأضاف الصحافي المقيم في لاهاي "لقد قاموا بتمزيق الأعلام الفلسطينية من المنازل، وهددوا الناس، وضربوا سائق تاكسي مغربي، وربما وقعت حوادث أخرى"، وهي الأحداث التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل وبعد مباراة مكابي تل أبيب ضد أياكس.

أشار روبيو إلى أن التصرفات العدوانية لمشجعي كرة القدم الإسرائيليين "أدت إلى خلق أجواء مشحونة ومخيفة في أمستردام". وعلى الرغم من وجود مقاطع الفيديو التي توثق الهجمات من قبل مشاغبي كرة القدم الإسرائيليين، إلا أن "قليلًا من وسائل الإعلام تناولت هذه الحوادث بشكل دقيق".

وأشار إلى أنه "بدلاً من ذلك، ذكرت التقارير فقط أن هناك "اشتباكات بين مجموعات". وفي اليوم التالي، الخميس، تفاقم الوضع. وبحسبه، فإن التصرف العدواني استمر من قبل المشجعين الإسرائيليين، حيث استهدفوا الأشخاص بالمضايقات والعنف. وأضاف "أنا لا أعتقد أن الناس تم استهدافهم بسبب ديانتهم اليهودية؛ بل تم استهدافهم ردًا على تصرفات المشاغبين الإسرائيليين. ولم تُسجل أي تقارير عن هجمات على يهود هولنديين أو مؤسسات يهودية أو معابد".

في إسرائيل، ادعت وسائل الإعلام أن الاشتباكات كانت مدفوعة من قبل شباب هولنديين من أصول مغربية وعربية. من جهته، وصف السياسيون، بما في ذلك عمدة أمستردام فامكه هالسيما، الهجمات بأنها "مجموعات معادية للسامية".

من جانبه، وصف رئيس وزراء هولندا مارك روتي في منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا)، الأحداث العنيفة بأنها "هجمات معادية للسامية ضد المواطنين الإسرائيليين"

وقال روبيو "كان من المقلق رؤية ردود الفعل السياسية كما لو أن اليهود فقط كانوا المستهدفين". وأضاف "تم تصوير المشجعين الإسرائيليين على أنهم سياح أبرياء تم الهجوم عليهم بدون سبب، وهو ما كان مضللاً. العديد من مشجعي مكابي في أمستردام استفزوا الناس هناك، ليس فقط المغاربة بل الجميع في المدينة".

ووصف الصحفي المغربي الهولندي هذه الرواية بأنها "غير عادلة"، مشيرًا إلى أن "مصطلحات مثل 'الهولوكوست' و'مطاردة اليهود' تم استخدامها، مما فاقم الوضع".

وأضاف "أنا لا أؤيد العنف ضد الآخرين، لكن هذه الوضعية لم تنشأ من لا شيء. في الواقع، كان شباب أمستردام يتفاعلون مع مشاغبين عدوانيين. لو كان هؤلاء المشاغبون من روسيا أو تركيا، لكان رد فعل الإعلام والسياسيين مختلفًا".

وأوضح الصحفي أن العديد من الشهود، بما فيهم الهولنديون، اعترضوا على هذه الرواية تجاه الشباب المغاربة الهولنديين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: "السياسيون الذين يعارضون المسلمين والأجانب بشكل علني وصفونا بـ 'الأجانب' رغم أننا مواطنون هولنديون ولدينا عقود من الإقامة في البلاد. هذه الوضعية أثارت نقاشات حول قوانين جديدة تستهدف الأشخاص الذين ينتقدون إسرائيل".

ولتجنب المزيد من التوترات، فرضت بلدية أمستردام حظرًا على التظاهرات. ورغم ذلك، شهدت المدينة تظاهرة مؤيدة لفلسطين يوم الأحد، وقالت الشرطة الهولندية إنه تم اعتقال أكثر من 50 شخصًا لتحديهم الحظر.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال