القائمة

أخبار

قيادي في البوليساريو ينتقد الجزائر لرفضها تزويد الجبهة بالمزيد من الأسلحة

انتقد البشير مصطفى السيد، القيادي في جبهة البوليساريو، رفض الجزائر تزويد الجبهة بالأسلحة. ويأتي هذا الرفض في وقت تقيد فيه الإشارات القادمة من واشنطن هامش المناورة أمام الجزائر.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

كسر البشير مصطفى السيد أحد المحظورات داخل البوليساريو بانتقاده العلني لرفض الجزائر تزويد الجبهة بالأسلحة، في الوقت الذي تخوض فيه منذ 13 نونبر 2020 ما تسميه بـ"الحرب" ضد المغرب. وخلال اجتماع مغلق للأمانة العامة للبوليساريو، عُقد الأسبوع الماضي للتحضير للمؤتمر المقبل، وانتشرت بعض تفاصيله عبر رسائل صوتية مسربة، أكد البشير، وهو شقيق مؤسس الجبهة، أن "السلطة الجزائرية لا ترغب في أن تتجاوز الحرب مع المغرب حدًا قد يضر بمصالحها الخاصة".

كما انتقد مصطفى البشير السيد "الوصاية" التي تفرضها الجزائر على قرارات البوليساريو. وقد أثارت تسريبات هذه التصريحات حول "الحليف الجزائري" جدلا واسعا داخل مخيمات تندوف. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر تياران مختلفان: الأول يرفض هذه التصريحات ويؤكد "امتنانه" للجزائر على دعمها المستمر للجبهة منذ السبعينيات، والثاني يتساءل عن الدوافع الحقيقية وراء تصريحات البشير مصطفى السيد.

الجزائر تحاول تخفيف الضغوط

تأتي انتقادات شقيق مؤسس البوليساريو في وقت تفقد فيه الجزائر نفوذها، سواء على الساحة الدولية أو الإفريقية. وفي الولايات المتحدة، أدت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى خلط الأوراق أمام النظام الجزائري، وهو ما ظهر جليا من خلال محاولات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مد يده للإدارة الأمريكية الجديدة، في مقابلة مع صحيفة لوبينيون الفرنسية.

كما أن عودة الجمهوريين بقوة إلى مجلسي الكونغرس الأمريكي تثير قلق المسؤولين الجزائريين. هذه التطورات دفعت الجزائر إلى تبني نهج أكثر حذرا. ويتضح ذلك من خلال تصريحات تبون في الصحيفة نفسها، حيث قال: "الصحراويون يطالبون بالأسلحة، لكننا نتحفظ على تسليمها لهم في الوقت الحالي".

يحاول الرئيس الجزائري، بذلك، التخفيف من حدة الخطاب العدائي الذي تبنته الجزائر في السنوات الأخيرة تجاه المغرب. ففي يناير 2024، كان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أكد، أمام مجلس النواب، أن هناك "مؤشرات تدل على رغبة الجزائر في إشعال حرب في المنطقة ومواجهة عسكرية مع المغرب". وأوضح رئيس الدبلوماسية المغربية أن الجزائر تسعى حاليًا إلى "التصعيد" مع المملكة.

هل التصعيد العسكري وارد؟

ورغم هذا التوتر، فإن اندلاع مواجهة عسكرية بين البلدين يظل مستبعدًا. فمنذ عام 2004، يتمتع المغرب بوضعية "حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو". وبعد هزيمة بشار الأسد في سوريا والتراجع الإيراني في المنطقة، غيرت الجزائر استراتيجيتها، ورفضت تزويد ميليشيات البوليساريو بالمزيد من الأسلحة، تفاديًا لأي تصعيد قد يضر بمصالحها.

وزادت الضغوط الدولية على الجزائر، خاصة بعد أن وصف السيناتور الجمهوري الأمريكي جو ويلسون البوليساريو بـ"المنظمة الإرهابية". وفي ظل هذه الضغوط، ذهب الرئيس تبون إلى حد الإعلان عن استعداد بلاده لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال