القائمة

أخبار

الهجمات الجزائرية تتواصل: "جابروت" تضرب من جديد وتخترق المحافظة العقارية المغربية بعد CNSS

بعد إعلانها مسؤوليتها عن هجوم سيبراني غير مسبوق استهدف CNSS، أكدت مجموعة القرصنة الجزائرية "جباروت" استهدافها لمؤسسة رئيسية أخرى في المغرب: الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية (ANCFCC). وفي هذه المرة، تم نشر عشرات الآلاف من الوثائق الحساسة على الشبكة المظلمة، مكشفةً عن تفاصيل عمل النظام العقاري المغربي وموثقة بيانات شخصية تخص العديد من الشخصيات البارزة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

خلال الشهرين الماضيين، واجه مستخدمو الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية صعوبة في تحميل وثائقهم العقارية عبر الإنترنت. وكان يُعتقد في البداية أن هذا الإجراء جاء كحركة أمنية مشددة بعد حادثة اختراق CNSS، إلا أنه يبدو الآن أنه مرتبط بتسريب جديد وواسع للبيانات. إذ أن نفس الجهة التي نفذت التسريب السابق، والمعروفة باسم "جباروت" والتي تزعم انتماءها إلى الجزائر، نشرت رابطا يؤدي إلى منتدى على الويب المظلم يحتوي على مجموعة من البيانات.

تم تسريب أكثر من 10,000 شهادة ملكية بصيغة PDF، مأخوذة من قاعدة بيانات يُعتقد أنها تضم أكثر من 10 ملايين وثيقة. إلى جانب ذلك، تم الكشف عن حوالي 20,000 وثيقة متنوعة تشمل عقودا موثقة، بطاقات تعريف وطنية، جوازات سفر، وثائق الحالة المدنية، وكشوفات بنكية. وهذه مجرد عينة من مجموعة أكبر تضم أكثر من 4 ملايين ملف، تمثل ما يقارب 4 تيرابايت من البيانات.

الوثائق المعنونة بـ"VIP" تحتوي على معلومات يقال إنها حساسة وتتعلق بمسؤوليين سياسيين.

اختراق ذو أبعاد جيوسياسية

وفقا للرسالة المرفقة مع المنشور — والتي تم لاحقا حذف الملفات منها بواسطة مديري المنتدى — جاء هذا التسريب ردا على ما وصفه القراصنة بـ"الدعاية المعادية للجزائر التي نقلتها بعض وسائل الإعلام المغربية". وقد زعمت هذه الوسائل أن باريس تفكر في تجميد أصول مسؤولين جزائريين رفيعي المستوى، وهو ما اعتبره القراصنة "معلومات مضللة"، متهمين الرباط بالتدخل في نزاع ثنائي بين فرنسا والجزائر.

يبدو أن هذا التبرير مجرد ذريعة. لماذا تستهدف المسؤولين المغاربة بينما يأتي تهديد التجميد من باريس؟ يبدو أن هذا الهجوم أشبه بتكتيك تشتيت من الجزائر، جاء مباشرة بعد نكسة دبلوماسية كبيرة: حيث أعلنت المملكة المتحدة، العضو الدائم الثالث في مجلس الأمن، دعمها الرسمي لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء. هذا التحول السياسي البارز في ملف الصحراء أثار غضب وزير الخارجية الجزائري، محمد عطاف، الذي أصدر على الفور بيانًا مرتبكا ردا على هذه التطورات الدبلوماسية..

في حين أن المصداقية الكاملة للملفات لا تزال بحاجة إلى التأكيد، يكشف هذا التسريب عن ضعف مقلق في أنظمة المعلومات العامة في المغرب. يأتي ذلك بعد أقل من شهرين من حادثة CNSS، التي نظمها أيضا "جباروت"، والتي كشفت عن البيانات الشخصية لآلاف المؤمن عليهم، بما في ذلك تصريحات الرواتب.

آخر تحديث للمقال : 03/06/2025 على 09h47

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال