القائمة

أخبار

الدارجة المغربية تكتسب شعبية بين متعلمي العربية الأجانب وتتحدى الصور النمطية

تشهد اللهجة المغربية تحولاً في النظرة التقليدية تجاهها، حيث يزداد اهتمام متعلمي اللغة العربية الأجانب بها، متفوقة على اللهجات الشرق أوسطية التقليدية. دراسة حديثة نشرت في مجلة "Languages" تكشف عن تزايد رغبة الطلاب الأمريكيين في تعلم الدارجة المغربية، معتبرين إياها ضرورية للحياة اليومية وأكثر سهولة مما توقعوا. الباحثون يشيرون إلى أن الدارجة ليست عقبة بل بوابة لفهم العالم العربي كما يُعاش على أرض الواقع.

نشر مدة القراءة: 3'
دي آر
دي آر

تشهد اللهجة المغربية، اهتمامًا متزايدًا من قِبل متعلمي اللغة العربية الأجانب، مما يعيد النظر في الصور النمطية التقليدية التي كانت تفضل اللهجات الشرق أوسطية مثل المصرية والشامية. جاء ذلك وفقًا لدراسة أكاديمية حديثة.

نُشرت هذه الدراسة في دجنبر  في مجلة «Languages» المحكمة، تحت عنوان «إعادة النظر في الأفكار المسبقة حول تعلم اللهجة المغربية: معتقدات المتعلمين متعددي اللغات في بداية عام دراسي في الخارج بالمغرب». تربط الدراسة هذا التغيير بصعود المغرب كوجهة رئيسية للطلاب الأمريكيين الذين يتعلمون العربية، متجاوزًا مصر منذ عام 2012، وفقًا لبيانات معهد التعليم الدولي.

أعد الدراسة الباحثان جوزيف غارسيا وخالد المسعيد من جامعة كارنيجي ميلون، حيث قاما بتحليل كيفية إدراك المتعلمين الأجانب للهجات العربية المختلفة قبل وفي بداية برنامج دراسة سنوي في المغرب، مع تركيز خاص على الدارجة.

الصور النمطية المرتبطة بالدارجة

لطالما صُورت اللهجة المغربية على أنها مزيج معقد من الفرنسية والأمازيغية، وصعبة الفهم، وأقل مكانة من اللهجات الشرقية، بل وحتى «ليست عربية حقيقية». سعى الباحثون لفهم كيفية تكوين هذه المعتقدات، ومن ينقلها، وما إذا كانت تتغير بمجرد انغماس المتعلمين في البيئة المغربية.

اعتمد الباحثون على نهج مختلط يجمع بين استبيانات مفصلة لتعلم اللغة، ومقابلات فردية شبه منظمة، وملاحظات الباحثين.

شارك في الاستبيانات 14 متعلمًا متقدمًا للغة العربية، وتم اختيار أربعة منهم للتحليل المتعمق، جميعهم مسجلون في برنامج رائد فيدرالي أمريكي للغة العربية، وكان لديهم إتقان متقدم للغة العربية الفصحى الحديثة، وتعرض سابق للهجات المصرية أو الشامية، وقليل أو لا يوجد تدريب رسمي في الدارجة المغربية قبل وصولهم إلى المغرب.

قبل قدومهم إلى المغرب، لم يكن لدى أي من المشاركين الأربعة رغبة في تعلم الدارجة، وكان ترددهم ناتجًا عن التعليقات التي أدلى بها متحدثون أصليون بالعربية، ومدربون، وأقران، بالإضافة إلى الاعتقاد السائد بأن الدارجة «مختلفة جدًا» أو «صعبة الفهم»، وإدراك أن العربية المصرية والشامية أكثر فائدة على المستوى الدولي.

التصورات مقابل الانغماس

ومع ذلك، بمجرد وصولهم إلى المغرب، تغيرت هذه التصورات بسرعة، كما تكشف الدراسة. أفاد المشاركون أن الدارجة أصبحت ضرورية للحياة اليومية وأنها كانت أكثر سهولة مما توقعوا. كما أقروا بأن الصور النمطية لم تكن صالحة في التفاعلات الحقيقية وأن تعلم الدارجة حسّن من فهمهم العام للعربية.

أظهرت نتائج الدراسة أن اللهجة المغربية تصدرت جميع اللهجات من حيث الرغبة في التعلم وتوقع التعلم الفعال، متفوقة على اللهجات المصرية والشامية. قيّم ثلاثة مشاركين رغبتهم في تعلم الدارجة بمستويات شبه قصوى.

على الرغم من أن الدارجة تتضمن تأثيرات فرنسية وأمازيغية، يشير الباحثون إلى أن ذلك يعكس السياق التاريخي والاجتماعي للمغرب، وأن التبديل بين الأكواد شائع وعملي، وأن الدارجة تتيح كفاءة تواصلية قوية في المغرب وما وراءه. بدلاً من رؤية هذه الخصائص كضعف، يصف المتعلمون بشكل متزايد الدارجة بأنها غنية ومرنة وعملية.

وفقًا للمؤلفين، تستحق الدارجة المغربية شرعية مساوية للهجات الشرقية، ويجب أن تتناول التحضيرات للدراسة في الخارج الأيديولوجيات اللغوية بشكل صريح. كما يخلصون، فإن الدارجة ليست عقبة لغوية، بل هي بوابة لفهم العالم الناطق بالعربية كما يُعاش على أرض الواقع.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال