أعلنت الحكومة السلفادورية، في بيان مشترك وقعه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، ونظيرته السلفادورية، ألكسندرا هيل تينوكو، بحضور الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي، يوم أمس السبت، أن "حكومة السلفادور تبلغ حكومة المملكة المغربية بقرارها سحب اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية" وبقطع جميع الاتصالات مع هذا الكيان".
وذكر البيان المشترك أن "هذا القرار سيتم إبلاغه للأمم المتحدة وللمنظمات الإقليمية المعنية".
وأكد البيان أن "حكومة السلفادور تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، وكذا مبادرتها للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي".
ونشر الرئيس السلفادوري المنتخب نجيب بوكلي، عدة تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها "ابتداء من اليوم قطعت السلفادور علاقاتها الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو ولم تعد تعترف بالجمهورية الصحراوية".
واعتبر أن هذا القرار، هو القرار الصائب لبلاده، مضيفا "سنتخلى عن الاعتراف بدولة غير موجودة، ونقوي علاقاتنا مع المملكة المغربية ونفتح الأبواب مع العالم العربي".
A partir de este día, El Salvador rompe relaciones diplomáticas con el Frente Polisario y ya no reconoce a la República Árabe Saharaui Democrática.
— Nayib Bukele (@nayibbukele) 15 juin 2019
وأكد أن اعتراف بلاده بـ"جمهورية" البوليساريو أضعف "العلاقات مع المغرب لفترة طويلة، ليس فقط مع المغرب، ولكن مع العالم العربي بأكمله" ووصف قرار الاعتراف بـ"جمهورية" البوليساريو بأنه "قرار لم يكن له معنى"، وتساءل "لا أعرف لماذا فعلوا ذلك، أتصور أن هذا كان لأسباب أيديولوجية وليس للقضايا الحقيقية أو الدبلوماسية الحقيقية".
Es la decisión correcta para el Salvador. Dejamos de reconocer a un país que no existe, estrechamos nuestros lazos con el Reino de Marruecos y abrimos las puertas del mundo árabe.
— Nayib Bukele (@nayibbukele) 15 juin 2019
وسبق للحكومة السلفادورية أن أعلنت بعد أيام من تولي نجيب بوكيلي رسميا رئاسة البلاد، عن "إعادة تقييم" سياستها بخصوص قضية الصحراء الغربية، وخاصة ما يتعلق باعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية"، علما أن زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي، شارك في حفل تنصيب الرئيس الجديد ذو الأصول الفلسطينية والبالغ من العمر 37 سنة.
وكانت السلفادور تعترف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" منذ سنة 1989، وفي نهاية نونبر من سنة 2010، تبادل الجانبان البعثات الدبلوماسية لأول مرة.
من جهة أخرى، اتفق المغرب مع السلفادور، على وضع خارطة طريق للتعاون برسم الفترة 2019-2022، تدشن صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين قوامها الاحترام المتبادل وشراكة قوية وتضامن فاعل.
وذكر البيان المشترك الموقع من قبل ناصر بوريطة وألكسندرا هيل تينوكو، أن خارطة الطريق هذه تهم، على الخصوص، المشاورات السياسية المنتظمة، والدبلوماسية والتكوين والتعليم العالي والشباب والتعاون التقني في القطاعات الرئيسية (التكوين المهني والماء والصحة والفلاحة والطاقة والسياحة والصناعة التقليدية)، والتنمية البشرية والتعاون الأمني، وكذا دعم مشاريع التنمية وتبادل الزيارات.
وبموجب خارطة الطريق، التي تتولى تنفيذها الوكالة المغربية للتعاون الدولي، اتفق المغرب والسلفادور على إطلاق مناقشات منتظمة من خلال اجتماعات رفيعة المستوى بين وزيري الخارجية وكبار المسؤولين في البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أساس مذكرة تفاهم لإطلاق مشاورات سياسية بين الطرفين.
ويتعلق الأمر أيضا بتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وتدبير الهجرة غير الشرعية وتقاسم التجربة المغربية مع السلفادور في مجالات مكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي، ومكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية والاتجار بالمخدرات ومراقبة الحدود وأمنها.