بعد مرور أقل من أسبوع على نشر ثلاثة من مغنيي الراب المغاربة (لزعر ولد الكرية ولكناوي) أغنية "عاش الشعب" التي يتحدثون فيها عن "الأوضاع الاجتماعية والسياسية في المغرب"، ألقت السلطات الأمنية القبض على واحد منهم يدعى "الكناوي" ومثل اليوم الاثنين أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسلا.
وسبق لموقع "لكم" أن ذكر نقلا عن "مصدر أمني" أن توقيف لكناوي لا علاقة له بالأغنية المذكورة "وإنما يعود لفيديو اخر بث في 24 أكتوبر على الإنترنت وتضمن إساءة للشرطة وأجهزة أمنية أخرى"، وذلك بعد فتح تحقيق من طرف النيابة العامة وأضاف أنه "ليست لدى الشرطة أية تعليمات لاعتقال الشابين الآخرين ولا التحقيق في الأغنية".
وفي تصريح لموقع يابلادي، أكد مسؤول من الجمعية المغربية لحقوق الانسان على دعمها لمغني الراب وقال إنها "تكفلت بملفه"، مشيرا إلى أن اعتقاله "كان بسبب الاغنية الجديدة التي تحمل عنوان عاش الشعب".
بدوره أكد مغني الراب الملقب بـ "لزعر"، في تصريح لموقع يابلادي أنه بالرغم من أن "السلطات الأمنية تقول إن سبب اعتقاله لا علاقة له بالأغنية، إلا أنه علمنا أن بعض عناصر الأمنية حلت بأحد المقاهي التي أرتادها عادة أنا وولد لكرية بفاس"، إذ يعتقد لزعر أن الشرطة جاءت لاعتقالهم هما أيضا.
وفي حديثه عن أغنية "عاش الشعب" التي أثارت ضجة واسعة خلال الأيام الماضية، قال لزعر "إننا لم نكن نتوقع أن تلقى هذا النجاح الكبير أو تثير الجدل داخل و خارج المغرب" وأضاف "كنا نتوقع أن تكون ردود أفعال قليلة اتجاه الاغنية، لكن ليس لدرجة أن تتصدر قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على اليوتيوب".
وتابع الرابور المغربي حديثه قائلا، "تحدثنا في هذه الاغنية بصوت الشعب المغربي، ونعتقد أن هذا هو سبب نجاحها" مشيرا إلى أنه يعتزم إصدار أعمال جديدة في المستقبل "كما سأعيش حياتي اليومية بشكل عادي، مادامت السلطات الأمنية نفت أنها تبحث عنا".
من جهة أخرى، يرى مغني الراب، حمزة، وهو عضو سابق في فرقة الراب المغربية "باسلين" أن أغنية "عاش الشعب" لاقت نجاحا كبيرا، نتيجة وقعها المفاجئ، رغم أن "ولد لكرية" بحسبه سبق له أن قدم أعمالا ناجحة في السابق، واعتبر أن هذه الاغنية هي "بمثابة صرخة للشباب."
وأضاف أن ولد الكرية أصبح يمثل موجة جديدة من مغنيي الراب منذ خروجه من السجن، مشيرا إلى أن "شخصين من الأشخاص الثلاثة الذين ظهرا في كليب عاش الشعب، سبق لهم أن أصدرا أغان أخرى، لكنها كانت مختلفة تماما على ما قدموه حاليا"، وأضاف "لاحظنا في هذه الاغنية الجديدة، نوعا من الراديكالية، إذ وجهوا رسائل شديدة اللهجة للقصر ومستشاري الملك".
وخلال حديثه، قارن حمزة بين مغنيي الراب، في السابق والحاضر وقال "في زمننا هذا يمكن ألا نتفق كثيرا مع بعض الأشكال أو المستويات لبعض مغنيي الراب الحاليين، مع ذلك تعكس هذ الأغاني صرخة ونظرة هؤلاء الأشخاص لمدبري الشأن العام"، ويرى أنه من واجب السلطات والمسؤولين الحكوميين، أن يستخلصوا الدروس من الرسائل التي يريد "هؤلاء الأشخاص إيصالها".