لم تكن جميع أنواع الديناصورات تستطيع السباحة، باستثناء نوع واحد كان يعيش في المغرب قبل حوالي 66 مليون سنة، يدعى سبينوصوروس إيجيبتاكوس، وهو ثيروبود عاش في شمال إفريقيا خلال العصر الطباشيري.
وسبق للعلماء أن اكتشفوا وجود حفريات لهذا النوع من الديناصورت في مصر والمغرب، ووصفوه بأنه أضخم ديناصور آكل للحوم على الأطلاق، يتوفر على فك قوي وأسنان حادة ضخمة يقتات على الديناصورات والأسماك الكبيرة. ويصل طوله إلى 18 متر ويزن 4 أطنان، وكان يوجد تسلسل من الأشواك العظمية على ظهره تأخذ شكل شراع، ولكنهم لم يتأكدوا آنذاك من قدرته السباحة.
وبفضل الحفريات التي تم العثور عليها في منطقة "كم كم" الصحراوية التي تقع في الجنوب الشرقي للمغرب، توصلت دراسة حديثة إلى أن هذا الحيوان الضخم كان باستطاعته السباحة.
وتشير الدراسة المنشورة على مجلة العلوم Nature والمعنونة بـ "الحركة المائية المدفوعة بالذيل في ديناصور ثيروبود"، أن "مورفولوجيا هذا الديناصور تقف وراء قدراته المائية".
وجاء في الدراسة التي أشرف عليها الباحث المغربي الدكتور نزار إبراهيم من جامعة ديتروا ميرسي الأميركية "لقد قيل مؤخرًا إن بعض السبينوصورات على الأقل - مجموعة غير عادية من ثيروبودات كبيرة الجسم من العصر الطباشيري - كانت شبه مائية، ولكن تم تحدي هذه الفكرة على أساس تشريحي وميكانيكي حيوي وترافيموفي".
The first ideas of how Spinosaurus looked were informed by a limited fossil record and a narrow understanding of dinosaurs in general. Further finds have led us to the aquatic predator we now see. https://t.co/id0LZ6iGuB
— National Geographic Magazine (@NatGeoMag) April 29, 2020
وأوضحت أن هذا السبينوصوروس له "ذيل ذو شكل غير متوقع وفريد يتكون من أشواك عصبية طويلة للغاية وشيفرات طويلة، تشكل عضوًا كبيرًا مرنًا يشبه الزعنفة وقادر على التحرك بشكل جانبي".
وتؤكد الدراسة أن ذيل هذا الحيوان المنقرض كان يساعده على السباحة، إذ جاء فيها "إن شكل ذيل سبينوصوروس ينتج قوة دفع وكفاءة أكبر في الماء من أشكال الذيل للديناصورات الأرضية، وأن مقاييس الأداء هذه قابلة للمقارنة أكثر من تلك الموجودة في الفقاريات المائية التي تستخدم ذيولًا عموديًة لتوليد الدفع الأمامي أثناء السباحة".
وفي تعليق على نتائج الدراسة قال نزار إبراهيم لـ Live Science إن "هذا الاكتشاف بمثابة المسمار الأخير في نعش الفكرة التي تقول إن الديناصورات غير الطائرة لم تغزو المياه أبدا".
وأوضح أن هذا "الديناصور كان يلاحق فريسته في المياه، ولم يكن كتف بالوقوف في البرك الضحلة، في انتظار ظهور بعض الأسماك لالتقاطها".