أسفر قصف جوي نفذته طائرة مسيّرة تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية، يوم الأربعاء 4 يونيو، عن تدمير شاحنة جزائرية ومقتل ركابها الثلاثة، شرق الجدار الأمني، في منطقة قريبة من بير لحلو بالصحراء.
ووفق معطيات أولية، فإن الشاحنة، التي تحمل لوحة تسجيل جزائرية تعود لولاية جنوبية، كانت قادمة من موريتانيا ودخلت منطقة يعتبرها الجيش المغربي "منطقة عسكرية مغلقة". ولا تزال ظروف دخولها إلى هذا القطاع ومحتوى حمولتها غير معروفة حتى الآن.
الحادث دفع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الدعوة لاجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن، وفق ما أفاد به بيان مقتضب لرئاسة الجمهورية الجزائرية، دون أن يتضمن أي إشارة صريحة إلى الهجوم أو الجهات المسؤولة عنه. كما التزمت وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر الصمت إزاء تفاصيل الهجوم، رغم خطورته.
ويأتي هذا القصف ليعيد إلى الواجهة سلسلة من الهجمات المشابهة التي استهدفت شاحنات جزائرية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والتي سبق أن أثارت توترا دبلوماسيا بين الجزائر والمغرب، دون أن تُترجم إلى إجراءات ملموسة من الجانب الجزائري.
منذ استئناف جبهة البوليساريو للأعمال العدائية في 13 نونبر2020، فرضت القوات المسلحة الملكية حظرًا فعليا على أي وجود بشري شرق الجدار الرملي، ما اضطر الجبهة إلى الانسحاب من المناطق التي كانت تزعم أنها "محررة". وكانت بلدة بئر لحلو، التي وقع فيها الحادث، تُعد في السابق "عاصمة للجمهورية الصحراوية".