القائمة

أخبار

الصحراء: الجزائر تُحرّف مضامين زيارة الرئيس الرواندي لصالح البوليساريو

كعادتها، سعت الجزائر إلى إقحام ضيوفها في مواقف داعمة لجبهة البوليساريو، رغم أنهم لم يعبّروا عنها صراحة. غير أن هذه المحاولة لم تنطل على الرئيس الرواندي، بول كاغامي، الذي رفض الانسياق وراء هذا التوظيف السياسي. إليكم التفاصيل.

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

أجرى الرئيس الرواندي، بول كاغامي، زيارة دولة إلى الجزائر يومي 3 و4 يونيو، حيث تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون، إضافة إلى محادثات رسمية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وكما جرت العادة، سارع الإعلام الرسمي الجزائري إلى نسب دعم الرئيس الرواندي لموقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية، وهو ما لم تؤكده المعطيات الرسمية الصادرة عن الجانب الرواندي.

خلال المؤتمر الصحافي المشترك، أعلن الرئيس تبون أن المباحثات شملت قضايا الأمن والسلم في إفريقيا، مشددا على "دعم الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير من خلال استفتاء حر ونزيه، وفق قرارات الشرعية الدولية"، على حد تعبيره. هذه التصريحات حظيت باهتمام وترحيب واسع من قبل وسائل الإعلام المقربة من جبهة البوليساريو.

في المقابل، خلت كلمة الرئيس الرواندي من أي إشارة إلى نزاع الصحراء، حيث ركّز على أهمية تعزيز التعاون الثنائي، مؤكدا التزام رواندا بـ"العمل المشترك من أجل مصلحة الشعبين"، مشددا على ضرورة وحدة القارة الإفريقية في مواجهة التحديات العالمية. الفيديو الرسمي للخطاب المنشور من قبل الرئاسة الرواندية لم يتضمن أي موقف صريح بشأن ملف الصحراء.

ورغم أن رواندا لا تزال تعترف بما يُعرف بـ"الجمهورية الصحراوية"، فإن علاقاتها مع المغرب شهدت تحولا لافتا منذ العام 2016، عقب الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى كيغالي، والتي أعقبها استقبال الرئيس كاغامي في الرباط سنة 2018، ما فتح صفحة جديدة من التقارب بين البلدين.

ويأتي هذا اللبس الجزائري في توقيت حساس، تزامنا مع تنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل النزاع حول الصحراء، والتي لقيت مؤخرا تأييدا من قبل المملكة المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تُحاول فيها الجزائر تسويق مواقف دبلوماسية على أنها داعمة لجبهة البوليساريو. فقد سبق أن أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية في أبريل الماضي بيانا أشارت فيه إلى دعم مفترض من طرف غانا لحق الصحراويين في تقرير المصير. غير أن البيان الرسمي الصادر عن الخارجية الغانية عقب لقاء الرئيس تبون بوزيرة الخارجية الغانية لم يتطرق إطلاقا إلى هذا الملف. يُذكر أن غانا كانت قد أعلنت، في 7 يناير الماضي، تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال